فنون الحب

الوحدة : 14-2-2024 

إن ارتفاع معدلات الطلاق من جهة، وإحجام نسبة كبيرة عن الزواج من جهة أخرى يشير، بما لا يدع مجالاً للشك، إلى أن سكان الأرض قد نسوا فنون الحب.
إن عالمنا المعاصر يكرس فكرة الفردية، ومن ثم سادت فكرة تبادل المنافع بدلاً من تبادل العواطف، وذلك يرجع إلى ترسيخ فكرة فاسدة مفادها أن الإنسان القوي يمكنه أن يكون مستقلاً تماماً وأن يشق طريقه في الحياة منفرداً ..!
أعتقد أن بذور الحب منثورة بداخل الأنفس منذ الأزل، وأنها تكمن بداخلنا قبل أن تبصر عيوننا نور الحياة ولكنها بحاجة إلى الرعاية الفائقة، كي تنمو وتمنحنا ثماراً يانعة، نرتشف منها الرحيق العذب، والترياق الشافي من قيظ الحياة وقسوتها، ولكن لابد من ملاحظة أن الرعاية والاهتمام علم عميق لا يتأتى بالفطرة وحدها، بل يستلزم التأمل والتعلم، إن الأم على سبيل المثال التي تحب طفلها غريزياً فقط ستجعله عرضة للاختلال البدني أو النفسي، وربما يؤدي الحنان البالغ من الأم عليه إلى مآس كان يمكن تجنبها لو أن الأم تعلمت كيف تحبه وإلى أي مدى؟ فهي بذلك كانت ستقوم بدور فاعل يساعد طفلها على النمو النفسي والعاطفي بشكل متوازن وصحي.
إن المرأة حين تحب تقدم التضحيات بسعادة، وتبذل العطاء للجميع بلا حساب، ولكنها تتوقع في الوقت ذاته أن يقابل عطاؤها بالتقدير والحب ولكن ذلك الحب يجف معينه حين يقابل بالنكران والجحود، فيجب على الرجل أن يصل حبه لزوجته إلى درجة التسامي، وأن يحيطها بتسامح دائم عن هفواتها وأن يتجنب الإساءة إلى مشاعرها، وأن يشعرها بأن سعادتها هدفه ومبتغاه، وعلى الزوجة أن تكون متسلحة بالوعي والتفتح على الداخل وليس انفتاحاً على الخارج، وعليها أن تعرف أنها سند ومعين لزوجها، وليست سنداناً مسلطاً على مطرقته.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار