تعرّف إلى المشروب الذهبي..

الوحدة : 13-2-2024

اشتهر في الآونة الأخيرة المشروب الذهبيّ في العالم، وهو مشروب الايورفيدا الهنديّ الصحيّ الذي استُخدم منذ قرون خلَت، ويُطلق عليه اسم المشروب السحريّ، فاكتسب شعبيته لما يمنحه من فوائد غذائيّة وعلاجيّة صحيّة مذهلة لمن يحرص على تناوله باعتدالٍ وتوازن.
فالمكون الرئيسي للمشروب الذهبيّ هو الكُركم “Turmeric”، وبالتالي اسمه الأكثر شعبيّة حليب الكركم “Turmeric milk”.
يُعد إضافة الكُركم إلى الحليب وصفةً شعبيّة مثاليّة، ويمثّل مصدراً للتّغذية يحمل في تركيبته مجموعة من الفوائد المُعزّزة التي تجعله اختياراً ذكياً في رحلة العناية بالصحة وله إضافة قيّمة لنظام غذائيّ متوازن.
يحتوي الكُركم على مركبات نشطة بيولوجياً ذات خصائص طبيّة قوية أشهرها الكُركمين “Curcumin”، الذي تُعد معظم فوائد الكُركم الصحيّة والعلاجيّة ناتجة عنه.
وتجدر الإشارة إلى أنّ مادة الكُركمين النشطة المستخلصة من الكُركم، قابلة للذوبان في الدهون لذلك قد يكون من الجيّد تناوله مع الحليب قليل الدّسم لأنّ الحليب كامل الدسم يمكن أن يؤدي إلى اضطراب معويّ.
فيما يأتي نقدم شرحاً حول الحصول على أفضل الفوائد الصحيّة، والاستفادة من خصائصه العلاجيّة حيث يمكن إعداد الطريقة المُثلى لتحضير مكونات وصفة حليب الكُركم الشعبيّة من خلال اتباع الخطوات الآتية:
– يُضاف إلى وعاء صغير مناسب كوب من الحليب العادي أو أحد أنواع الحليب النباتيّ كحليب اللوز أو حليب جوز الهند. – ويُسخّن الحليب على نار هادئة لبضع دقائق، ثمّ يُضاف إليه مزيج من التّوابل الجافة الفعّالة ذات القيمة الغذائيّة: وهي ملعقة صغيرة من مسحوق الكُركم، وربع ملعقة صغيرة من مسحوق الزّنجبيل، مع إضافة مهمّة رشّةٍ من مسحوق الفُلفل الأسود، وذلك لاحتوائه على مادّة البيبيرين “Piperine”، التي تعزّز امتصاص فائدة مادّة الكُركمين النشطة المستخلصة من الكُركم، إضافةً إلى تحسّن الوظائف الحيويّة بداخل الجسم.
– ويُمزج جيداً حتى يندمج ويتجانس مع الحليب الساخن، ويُقلّب برفقٍ جيداً من وقتٍ إلى وقت، حتى يُغلى مع مراعاة التّحريك لبضع دقائق، ثمّ يُصفّى المشروب ويُصبّ في الكوب.
– ويُقدّم المشروب دافئاً مع رشّة من مسحوق القرفة، المُحلّى بملعقة صغيرة من عسل النّحل إذا كنت تفضّل ذلك، أو قليلاً من سكر الفانيليا للنكهة حسب الذّوق.
– استمتع بشرب الحليب الذهبي الدافئ واستفد من فوائده.

تمتلك المكونات الرئيسيّة في هذا المشروب الصحيّ العناصر الغذائيّة المتكاملة والأملاح المعدنيّة الأساسيّة والفيتامينات والخصائص المفيدة التي تعزّز وتحسّن الحالة الصحيّة العامة وتجدّد خلايا الجسم.
ولمعرفة أبرز مزاياه وفوائده في النواحي الصحيّة كافة التي قد تجنيها من تناوله، ووفقاً لنتائج دراسات بحثيّة حسب ما ذكرته مواقع صحيّة هي:
أنّ حليب الكركم يُعدّ من المشروبات الغنيّة بمضادات الأكسدة الأوليّة القويّة التي تعزّز دفاعات الجسم الطبيعيّة على حماية الخلايا من الجذور الحرّة المتراكمة التي تحفّز حالة الإجهاد التّأكسدي داخل الجسم، وبالتالي له تأثير إيجابيّ في الوقاية من احتمالية الإصابة بالأمراض السرطانيّة والالتهابات الداخليّة والخارجيّة، ويمنع نمو الخلايا السرطانيّة، ويخفّف من الآثار الناتجة عن العلاج الكيميائيّ.
ومن أكثر الفوائد الصحيّة المعروفة لحليب الكُركم الذي يعد إكسيراً قوياً، قدرته على تعزيز وتقوية الجهاز المناعيّ في الجسم، نظراً لمحتواه الغنيّ بمادة الكُركمين الفعالة التي تمتلك خصائص طبيعيّة المطهرة، والمسكنة للآلام، والمضادّة الحيويّة للالتهابات والبكتيريا والفيروسات والفطريات والميكروبات، حيث تزيد من مستويات الجلوبيولين المناعيّ “Globulin”، وخلايا الدم البيضاء، وبالتالي تسهم خصائص الكُركمين المضادّة للالتهابات في علاج لالتهابات الجهاز التنفسيّ والتهاب الحلق والتهاب اللوزتين والأمراض الموسميّة الشائعة، كالزكام، ونزلات البرد، والانفلونزا.
كل ذلك، يجعل للحليب الذهبي قدرة هائلة على إدارة في معالجة الالتهابات المزمنة وآلام العضلات وآلام المفاصل على وجه التحديد، وخصوصاً يُسهم في تحسين صحّة العظام ويحميها من مرض الهشاشة، ويُفيد في حالات اضطراب التهاب الروماتويدي المفصلي “Rheumatoid_arthritis”.
إلى جانب الفوائد التي يقدمها الحليب الذهبي، فقد أثبتت الدراسات العلميّة، أن للكُركمين النشط له دور في منع أو إبطاء تطور مرض الزّهايمر عن طريق إزالة الترسبات “Plaques”، الناتجة عن تراكم بروتين البيتا أميلويد بين خلايا الدماغ التي تسبّب الزّهايمر.
كما يدعم صحة الدماغ بشكل عام عن طريق المساعدة في إزالة تراكم المواد الدهنيّة في الدماغ وتحسين تدفق الأكسجين إليه.. إضافة إلى ذلك الكُركمين الفعال، قد يزيد من إنتاج الجسم بروتيناً متخصصاً المُسمّى بعامل التغذية العصبيّة المستمد من الدماغ “BDNF”، حيث يرتبط انخفاض “BDNF”، بالعجز العقلي والاضطرابات العصبيّة، لذا فإن رفع مستويات “BDNF”، قد يحسن وظائف الدماغ، ويقلل من خطر الإصابة بحالات انتكاسية كالزّهايمر.. وبالتالي فهو يُسهم في تحسين الصحة الذهنيّة، ويُحسّن ويُنشط الذّاكرة طويلة الأمد، ويزيد من التّركيز ومدى الانتباه.
وأشارت الدراسات، إلى أنه قد يساعد في تحسين الصحة النفسيّة حيث يعدّل الحالة المزاجيّة ويقلل من الشعور بالاكتئاب والتوتر والقلق لدى النّاس. وإلى جانب ذلك فهو يساعد على النّوم بشكل هانئ وعميق.
وفائدة أخرى لشرب حليب الكركم، هي إنه يساعد على الحفاظ على الصحة الجلديّة، وذلك بسبب احتوائه على خصائص مضادة حيويّة للالتهاب، فهو يقلل من ظهور الندوب وحب الشباب، ويمنح البشرة صافية ومتوهجة.
ويساعد في إبطاء عملية الشيخوخة ويمنع ظهور التجاعيد، لذلك يروج الحليب الذهبيّ على أنه إكسير الشباب والصحة.

لذا إنّ شرب كوب من حليب الكركم باعتدال وبانتظام، يؤثر إيجابياً على أداء وعمل القلب والأوعية الدمويّة، ويقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب.
يحتوي حليب الكركم على مكونات يمكن أن تساعد في إدارة مستويات السكر في الدم، حيث يساعد الكُركمين، المركب الفعّال في الكُركم، على تأخير ظهور مرض السكريّ من النوع الثّاني، ويحسن السيطرة على مستويات غلوكوز الدم الطبيعي “Glucose”، عن طريق تحسين مقاومة الأنسولين “Insulin”. فله دور فعال في تثبيط نسبة السكر المرتفعة بالدم.
يتميّز حليب الكركم بأنه آمن عند تناوله بكميّة معتدلةٍ، إلا أنّ تناوله بكمياتٍ كبيرة ومُفرطة على المدى الطويل يؤدي إلى ردود أفعال سلبيّة وعكسيّة وأضرار صحيّة وآثار جانبيّة.
وهناك تأثير جانبي بأنه قد يسبّب تميّع الدم لذا يُمنع عن الذين يعانون من اضطرابات نزيف الدم لأنه يعيق تخثّر الدم. وكذلك قد يُسبّب نزيفاً أثناء العمليّة الجراحيّة وبعدها، لذا يُمنع تناوله قبل أسبوعين على الأقل من تاريخ موعد العمليّة الجراحيّة.
وإضافةً إلى ذلك فإنه يمكن أن يتداخل مع بعض الأدوية مثل بعض مضادات التخثّر، ومضادات الحموضة، ومضادات الاكتئاب… ويسبّب نقصاً في امتصاص الحديد في الجسم، لذا يُنصح بتجنب تناوله من قبل الأشخاص الذين يعانون من نقص في مستويات الحديد.
يُنصح باستشارة الطبيب المختص ومناقشته حول أيّ تفاعلات سلبيّة وتداخلات دوائيّة مع مشروب حليب الكركم.

إعداد: سها أحمد علي

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار