الوحدة :12-2-2024
الصباحية ومزارعها (الحمراء وبيت زيفا وجورة الماء، والحرة أو الأمليك) كما يحب أهلها إطلاق هذا الاسم فهو بنظرهم اسم عريق متداول منذ مئات السنين، هذه الصباحية ليس لها من اسمها نصيب تابعة لبلدة ربيعة من قرى ريف اللاذفية الشمالي المنسية، هجرها أصحابها لسوء الواقع الخدمي وافتقارها لأبسط مقومات الحياة والتي لم يشفع لها ما مرّ عليها من نكبات فبعد أن نفضت غبار الإرهاب عنها محاولة استعادة الحياة كان الزلزال المدمر والحريق الكارثي.
وعن الواقع الخدمي هذا التقينا مختار قرية الصباحية ومزارعها عز الدين زهيرة المرتبط بجذوره في تلك البقعة المسلوب جمالها والمهضوم حقها والذي شاب حديثه الشجن والعتب على الإهمال الذي تعانيه المنطقة فالخبز مادة أساسية يتعذر الحصول عليها والبديل الأوحد الخبز على التنور ، والذي نعتبره كموروث شعبي لكننا نعاني الأمرين في الحصول على كيس الطحين وسعره يصل ل١٧٥ ألف ليرة إن أمكن الحصول عليه، والذي يعزز صعوبة ذلك غياب أية وسيلة نقل يمكن من خلالها إيصال خبز الأفران للقرية، كما تفتقر القرية لأية وسيلة لنقل الطلاب والموظفين، منوهاً بأن الطلب من مشقيتا إلى قريتهم يكلف ٣٠٠ ألف ليرة. ويضيف بأنه وهو الرجل السبعيني اضطر للسير على قدميه ولعارض صحي حوالي ١٦ كم إلى مشقيتا، لافتاً إلى أنه تم إحداث خط سير (اللاذقية مشقيتا مزرعة الحمراء الحرة قرية الصباحية) بانتظار رسم مسار الخط وتسيير واسطة نقل.
كما أفاد بأنه على خلفية الحرائق تم التوجيه لإنشاء سدة مائية يستفيد منها أبناء القرية في دوراتهم الزراعية ، متسائلاً عن مصير السدة والتي تعددت التبريرات بشأن عدم إقامتها.
وكما طال سوء الواقع القطاع التعليمي باعتبار أن المواصلات غير مؤمنة ويجد المعلمون صعوبة ومشاق كثيرة في الوصول إليها مما انعكس سلباً على العملية التعليمية، فالطلاب منتشرون على جغرافية المدارس المحيطة سواء في مشقيتا أو عين البيضا وفي المدينة.
وفيما يخص القطاع الزراعي نوه المختار بأن مديرية الزراعة أولت اهتماماً وقدمت الأشجار والمساعدات والأغنام وإنما نقص الأسمدة وارتفاع أسعارها وكذا الأدوية والمبيدات ناهيك عن ارتفاع أجور الحراثة ما جعل الزراعة مقتصرة لتحقق جزءاً يسيراً من الاكتفاء الذاتي لكل أسرة التي ماتزال متمسكة بقراها كالغريق المتمسك بقشة.
تواصلت جريدة الوحدة مع ذوي الشأن لإيصال صوت المواطنين في تلك البقعة الجغرافية من خارطة المحافظة، فمن جهته مدير الموارد المائية محمود قدار ذكر بأنه تم إرسال حفارات سبور للتربة ليتضح بأنها غير صالحة لإقامة سدة مائية وكما أنها غير ذات جدوى اقتصادية وتم رفع التقرير بذلك للوزارة ليكون هناك حل بديل بإقامة رامات على مجرى تحجز المياه خلفها ويستفاد منهاً صيفاً وهي أقل كلفة ولا تحتاج لعمل إنشائي.
وبالنسبة لواقع النقل والمواصلات وبعد أن تم التواصل مع الأستاذ دريد مرتكوش عضو مجلس المحافظة المختص أفاد بأنه سيتم التوجيه الفوري بشأن رسم مسار للخط.
أما مايخص شأن طريق (الحمراء – الحرة) وتعزيله ذكر المهندس شكيب عصيفوري رئيس مكتب خدمات اللاذقية إذا كان وضع الطريق يتطلب التزفيت فموسم التزفيت يبدأ في الشهر الرابع مع تحسن الأحوال الجوية ويحتاج دراسة ورصد موازنة مالية وفي حال التعزيل فقط تقوم كوادر المديرية بمتابعة أعمالها بشكل مستمر، وقد قامت المديرية بتعزيل الطريق بشكل إسعافي نتيجة اتساع عمل المديرية على مستوى المحافظة وسيتم لاحقا استكمال عمليات التعزيل في الأماكن التي تستدعي ذلك.
نجود سقور