الوحدة 10-2-2024
انتقادات تعسّفية غير مسؤولة واكبت صُدور قرار ارتفاع أسعار الخبز، وهذه الزيادة التي وقعت على أسعار مادّة الخبز (بالمنطق) هي طبيعية جداً وطالت فئة معينة من بطاقات الدعم.. بالمحصلة فإن (سعر) الخبز ثَبُتت براءته بالمقارنة مع السلع والأسعار الأخرى التي تتأرجح ارتفاعاً بشكل مستمر وهي تشبه الخبز كثيراً بطريقة التعاطي والتداوُل اليومي، كالخضراوات وأسعار الدخان وكذلك الزيوت غير المستقرّة والتي تُمنح علاوات كيفية كل حين، وأصحابها يترقّبون بحذر، عينهم اليمنى على التخزين والأخرى على أسعار الصرف كون أغلبها مستورد، وكلٌ يحيلها إلى جبهة أخرى مسؤولة، فيتم رميها شعبياً بالانتقادات الخاسرة، ويطول عندها الحديث عن الحسيب والرقيب. وعلى الطرف الآخر ما هي نسبة ضرر أسعار الخبز الجديدة بالمقارنة مع سعر باكيت الدخان (مثلاً) التي يستهلكها المدخّن يومياً وسعرها يوازي ثمانية أضعاف الخبز اليومي للعائلة؟ وهذا إذا لم يتم استهلاك سوى باكيت واحدة من نوع متواضع، كما أن الولد أو الطفل ابن ذلك المدخّن، هل تكفيه أربعة آلاف ليرة يومياً ثمن قطعة شوكولا تُستهلك بظرف دقائق بالمقارنة مع استعمال الخبز على مدار يوم كامل؟ هنا يجب التوقّف كثيراً، وهذه الأمثلة يرافقها العديد من الرفاهيات الأخرى (كالأركيلة والمقرمشات المسائية اليومية) لذلك لا يمكن مقارنتها مع أسعار الخبز مهما ارتفع شأنه.. للتذكير أسعار الخبز تشبه كثيراً نعمة المياه وأسعارها العادية مقابل عظمة الحاجة إليه وهنا يكتمل الشعور بأن هناك أمور كثيرة لا زالت تقاوم الهجمات السعرية على أولويات المعيشة. لكن أن يتم هضم مكرمة الزيادة على الرواتب والأجور عبر أسعار البندورة والبطاطا فقط، فهذا يتوقّف على أصحاب القرار والمهتمين من الفريق الاقتصادي المعني.
سليمان حسين