الوطن والطفولة في شعرَي سليمان العيسى وعيسى أيوب.. في مركز ثقافي جبلة

الوحدة: ٩-٢-٢٠٢٤
ألقت الإعلامية منيرة أحمد في مركز ثقافي جبلة محاضرة بعنوان “الوطن والطفولة في شعر سليمان العيسى وعيسى أيوب” تحدثت خلالها عن أن الرابط بين كلا الشاعرين من أقوى روابط منظومة القيم الإنسانية والاجتماعية والوطنية التي اجتمعت في نتاجهما المقدم للأطفال على طبق من ورد لا يذبل، فقد دخلا بنتاجهما في المناهج الدراسية وفي الأغاني والأناشيد الطفولية التي حاكت الطبيعة وتغنت بالأم والأب والفلاح والعامل وقواعد اللغة العربية بيسر وسلاسة كما دخل اللعب والمرح خلالها، فكم أنشد أطفال ورددوا نشيد: ماما ماما يا أنغاما تملأ قلبي بندى الحب أنت نشيدي عيدك عيدي ويختمونها باسم الشاعر الذي صار جزءاً من النشيد.
كما َتناولت مسيرة حياة كلا الشاعرين، فقد ولد الشاعر سليمان العيسى في لواء اسكندرون عام 1921 في كنف أسرة فقيرة مادياً غنية فكرياً وقيمياً وثقافياً، وتلقى العلوم والمعارف على يد والده قبل دخوله المدرسة وحفظ القرآن الكريم والمعلقات وديوان المتنبي وآلاف الأبيات الشعرية قبل أن يلتحق بالمدرسة، توفي يوم التاسع من شهر آب عام 2013، مشيرةً إلى أن هجرته القسرية من قريته بعد سلخ لواء اسكندرون عن وطنه الأم لم تبعده عن وطنه بل أججت فيه المشاعر الوطنية.
وعن الشاعر عيسى أيوب أشارت المحاضرة إلى أنه غنى كبار المطربين شعره الوجداني والوطني وتغزل بالطبيعة فكان تحفة فنية ولوحة تغار منها الموناليزا، فهو من وهب ابنه لبلاده حين كتب وترددت كلماتها في أغنية (يا بلادي يا بلادي، خدي شادي بكر ولادي)، لافتةً إلى أن الوطن كان الحاضر الأكبر بقصائده وأغانيه التي حفرت بقوة في ذاكرة المستمع العربي فتجاوز عددها الـ 2500 لكبار المطربين السوريين والعرب، وهو من مواليد 1946 في بلدة الحواش بريف حمص كتب الشعر منذ اليفاعة، وشغل الغناء الوطني زهاء نصف أعماله ليعكس إيمانه العميق بالأرض وتمسكه بثوابتها، وماتزال أغانيه هي الأكثر حضوراً من (نهر الشام) و(بلدي الشام) و (يا طير سلملي على سورية) و (يا سورية عزك دام)، ابتعد عن شعر الغزل وتفرغ عشقه وكل ما يكتبه ينحصر فقط في حب الأطفال وعشق الوطن.
كتب الشاعر عيسى أيوب العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية وبرامج المنوعات وقدم الكثير من الأمسيات الشعرية في أغلب المحافظات والمناطق السورية، إضافة إلى مشاركته في لجنة اختيار النصوص الغنائية في إذاعة دمشق ونشره في الصحف والمجلات المحلية والدولية واهتمامه بمجلات الأطفال، وفي مقدمتها مجلة الطليعي التي منحها جُل وقته واهتمامه.
له عدد لا يُحصى من الأغاني والأناشيد الوطنية التي غناها مطربون كبار من سورية ولبنان ومصر والجزائر .
وافته المنية في السادس والعشرين من كانون الأول عام ٢٠٠٢ عن عمر ناهز ٥٦ عاماً.
ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار