غاصَ بعالم اللون والحرف، التشكيلي الخطاط وليد هيكل: المعلم (رشيد شخيص) مدرسة في التشويق للفن

الوحدة:8-2-2024

عشقَ اللونَ ووهجَ الفن، منذ أكثر من خمسين عاماً. أساتذته في المدرسة، بشغفِ العطاء، وذكاء الجذب، ساهموا في صقل مواهبه، مع طلبةٍ كُثر، مما دفعه للمتابعة في هذا الدرب المدهش حتى اللحظة الحاضرة.
البداية، كما يبوح لنا الفنان التشكيلي والخطاط وعاشق الألوان وليد هيكل، كانت منذ الطفولة وفترة المرحلة الإعدادية، حيث ساهمَ الأستاذ الفنان المبدع والمعلم رشيد شخيص بأسلوبه الخاص في تنمية المواهب بالرسم والخط، وأسس لجنةً فنيةً في المدرسة مِن كلّ الشُعب والصفوف، من الطلبة الموهوبين، والتي أسهمت في نجاح وإغناء المدرسة بالمعارض.
وكان الأستاذ (شخيص) يُدرّس الخط العربي ويُساهم في تلطيف الجوّ، بعزفه البارع على آلة الأوكرديون، ممّا ساهم بترغيب الطلبة الغير موهوبين بحصّة الرسم والفنون.
وفي فترةٍ أخرى درّسنا الأستاذ الفنان (عبدالله الحلو)، وحصلتُ على تقاديرَ عديدة بالرسم، وقد شاركتُ بمسابقة رسم، حصلتُ فيها على الدرجة الأولى، وكان موضوعُها عن الحرب والشهادة، ونلتُ جائزةً مالية وعلبةَ ألوان..
وقد شدّني من التشكيليين الكبار (فاتح المدرّس – نصير شورى – خالد المزّ –  أحمد عرابي –   عبدالمنان شمّأ..).
وبالنسبة للخط العربي فإنَّ كلَّ ما يكتب بدقة، بأي خط كان، هو جميل حتماً، إذا كان هناك إتقانٌ للخط، وأنا شخصياً أرى خط الثلث هو عملاق الخطوط.
وحين كنتُ أدرِّسُ في ثانوية (أسامة بن زيد)، كنتُ أنوّع مع الطلبة، فنتناول الرسم مع الخط العربي، وبعدَها تمّ ندبي إلى (مدرسة الأسد للمناشط الشبيبية)، حيث كانت المقرَّ الرئيسي لدورة البحر المتوسط، بالمكتب الهندسي للدورة، والذي تُنفذ فيه التصاميم والكتابات التي تخصّ الدورة، وبعد انقضاء الدورة استلمتُ قسمَ الخط، وقد نتجَ عن هذه الفترة طلبة أصبحوا خطاطين و أصحاب مهنة في هذا المجال.
وكان للفنان والخطاط الكبير (حلمي حباب) تأثيرٌ كبيرٌ علينا كطلبة في كلية الفنون الجميلة، والذي كانت غالبية اللوحات الإعلانية في دمشق من توقيعه، وهو أشهر فنان عشق خط الثلث وأبدع فيه.
أما أهم الخطاطين الذين عاصرتهم في اللاذقية فهم (أحمد صاري- الراحل عبدالرحمن جمل- رشيد شخيص- عمر عنتر- مضر زيادة، وسواهم..).
ودخل عددٌ من طلاب دفعتي (1980) من باب الشهرة الواسعة مثل: (رسام الكاريكاتير عبدالهادي شماع، وسرور علوني، ود. عبدالحكيم الحسيني، وعبداللطيف هاشم، وعمر عزت هبرة، ووحيد قصاص، ووليد المصري…).
أما الفن التشكيلي، فبرأيي الفن لا يتجزأ، وكلّ مذاهب الفن تتلاقى مع الواقعية والمدارس الأخرى، من التجريد، إلى الرمزية، والانطباعية، والتعبيرية، والسريالية، كل هذه المذاهب تحتاج إلى الإتقان والمتابعة، فمنذ دراستي في كلية الفنون الجميلة في السنة الأولى حصلت على أعلى درجة في مشروع إعلان، وهو 90 علامة، فيما حصل باقي الطلاب على ما دون علامة 65 وقد تخصّصتُ بقسم الإعلان/ التصميم الزخرفي/ بسبب شغفي بالخط..
ويختم الفنان هيكل:
علاقتي بالفن فتحت لي آفاقاً للغوصِ بعالم الألوان، الذي لا حصر لعدد تدرجاته، وذلك من خلال مهنة بيع وتركيب ومزج الألوان في متجرٍ نعيشُ منه..
هذه الخبرة في مزج الألوان أغنت لوحاتي بألوان خاصة ومميزة، ومن خلال ممارستي لمهنتي بالمحل اكتشفتُ طرائقَ كثيرةً وتقنياتٍ متعددةً، جعلتني أوظّف اللونَ أحسنَ توظيفٍ، وأدخلتُ الأحرفَ العربية في بعض أعمالي ولوحاتي.

جورج ابراهيم شويط

تصفح المزيد..
آخر الأخبار