قابضون على جمر الانتظار.. آلاف العمال المؤقتين يحلمون بالتثبيت قبل “التقاعد”…رئيس اتحاد عمال اللاذقية: المسألة في عهدة وزارة التنمية الإدارية
الوحدة:8-2-2024
يعيش الآلاف من العاملين بعقود سنوية كابوساً امتد لأعوام، ومازال الأمل بالتثبيت يحاكي أمانيهم، قبل أن يخرجوا من وظائفهم على”عكاز”، فمنهم من شارف على بلوغ سن التقاعد، ومازال يقبض على جمر الانتظار، لعل بريق ضوء يظهر لهم في نهاية النفق المظلم.
كثير من الكلام و الوعود، ومئات التصريحات لمسؤولين حكوميين أثلجت صدر المتعاقدين، ولكن لبرهة ليس إلا، والنتيجة بقيت على حالها: “لا تثبيت وانقطع الكلام!!”..
عشرات من العاملين الذين التقتهم الوحدة أجمعوا على الهم ذاته، وحملونا سؤالاً ملّحاً عن سبب تركهم في دوامة القلق على مستقبلهم، علماً أن بعضهم شارف على سن التقاعد أو اقترب منه.
وفي صدد هذا الهم العمالي المزمن قال رئيس فرع اتحاد العمال في اللاذقية منعم عثمان في حديثه للوحدة: إن موضوع تثبيت العاملين أصبح في عهدة وزارة التنمية الإدارية، وقد طالبنا مراراً بتثبيت جميع العقود المهنية والعقود المؤقتة ممن استمروا لسنوات في عملهم لأن مؤسساتنا وشركاتنا الوطنية بحاجة إليهم، فهم تأهلوا في وظائفهم وتدربوا وانسجموا مع العملية الإنتاجية بشكل كامل وأصبحوا حاجة للمؤسسات التي يعملون فيها، وإن عملية تثبيتهم لا تكلف خزينة الدولة أعباءً مالية، فهم بالأساس يحصلون على مرتبهم الشهري، ويدفعون التأمينات المستحقة، ولكن ما يعنينا هو حصولهم على الاستقرار والأمان، وألا يبحثوا عن العمل في مكان آخر، وأشار عثمان إلى المطالبات العديدة من قبل اتحاد العمال للحصول على استثناء من أجل تثبيت المؤقتين.
وأردف قائلاً: إن الراتب الذي يحصل عليه الموظف يعتبر مجحفاً بحقه، والمشكلة ليست في زيادة الرواتب بل في ضبط الأسعار، فإن لم تستقر الأخيرة لا فائدة من زيادة الرواتب، وفي هذا الصدد نحن طالبنا بزيادة الرواتب، وبتعديل التعويضات وقد صدرت عده مراسيم في هذا الخصوص منها لرفع الحدّ الأدنى من الأجور، ولتحسين الحوافز وطبيعة العمل وقد صدر مؤخراً مراسيم عديدة لشرائح مختلفة من الموظفين لتحسين طبيعة العمل، وأشار عثمان إلى مطالبات اتحاد العمال بالترفيعات الاستثنائية للمثقفين، وبالنظام الصحي للمتقاعدين وغير ذلك من قضايا تطرح من خلال اللجان المشتركة والمجلس العام.
بالمحصلة.. نحن أمام مطلب عمالي لا يلقى الاستجابة ولا يقابل بتفسير واضح لسبب تجاهله، بالرغم من أن الجميع يعلمون أن حاجة هؤلاء للاحساس بالاستقرار لا تقل عن حاجة ميادين العمل لخبراتهم التي تراكمت عبر عقدين من الزمن وربما أكثر، وهاهم يجددون المطلب ذاته ويمنون النفس بأن ينظر إلى حالهم بعين المصلحة العامة، على أمل أن تحمل لهم الأيام القادمة أخباراً سارة.
ياسمين شعبان