الوحدة : 6-2-2024
لم يكن بعد السادس من شباط ٢٠٢٣ كما قبله، ثوانٍ معدودات مضت كأنها عمر بطوله عندما زلزلت الأرض زلزالها ومازال حديثها يُروى، وسيبقى لهول الفاجعة.
زلزال طال بعض المدن السورية وذروة الفاجعة في محافظتي حلب واللاذقية، ليحصد مئات الضحايا ويحيل آلاف الأبنية لركام، وما إن سكنت الأرض من رجفتها الأولى، إلا واستنفرت جميع مناحي الحياة وفعالياتها بفزعة أخوية للإنقاذ وإيجاد الحلول لأمر جلل لم نختبره بعد حرب سنوات طوال، فالاختبار الإلهي أشد وطأة وأقوى، رفة جفن ورعشة أرض فُقدت أسر بالكامل وتحولت أحياء لأكوام ركام.
بعد عام على الزلزال، وما عدّ من أيام، كان استيعاب كارثته شغل الحكومة الشاغل بكل مؤسساتها لتُضمد وتُواسي وتُرحّل وتُرمم ما خلفه من دمار بالنفوس والبنى، مع دعم من بعض الدول الشقيقة والصديقة.
بعد عام على الزلزال، وكثير من العمل والإنجاز الواضح، وقليل من التقصير الجلي هنا وهناك، و هنا تراودنا الكثير من التساؤلات التي لم نجد لها الأجوبة التي قد تشفي وجع متضرر، وأهمها محاسبة من باع مساكن الوهم الهشة بأسعار خيالية تحولت لتوابيت جماعية، حيث كشف الزلزال مقدار الغش والفساد في قطاع الأبنية التي هوت إثر الفاجعة، مع تأكيد من ذوي الضحايا أن لا مال يعوّض خسارتهم ولكن وجبت المحاسبة والعقاب للمسببين.
أمر آخر، لم تتوقف الشكاوى والمناشدات التي فردنا لها حيزاً كبيراً على منبرنا حول التعويض على المتضررين وآلية التقدير والمنح، وبعد عام على الزلزال ماتزال هناك الكثير من الشكاوى وعدم الرضى وحتى عدم الالتفات لبعض المتضررين، ” على حد قول بعض الشاكين ” .
ومن أكثر الأمور غرابة هو عدم حصول المتضررين على أمانات مفقوديهم من الجهات المعنية وتقاذفهم من جهة لأخرى إلى الآن بإجراءات روتينية طويلة حتى لاستردادهم جرة غاز!.
عام على الزلزال، عام من الألم والخسارة لفقد الأحبة أولاً، والمأوى والعمل والمعيل لآلاف العائلات ثانياً، وتالياً وما بعدها الكثير من العمل والأمل بترميم ما خلفته الكارثة التي سنبقى نروي رعب ثوانيها ومرارة ما شاهدناه وشهدناه مع بزوغ فجر السادس من شباط من العام الماضي جعله الله ماضٍ وكفى.
ميساء رزق