الوحدة : 6-2-2024
من الريف البارد وجُروده العالية في طرطوس، هناك ما يُشبه الرمق الأخير في التعامل مع ظروف الطبيعة، وتحديداً برودة الطقس هناك، لقد بدأت منذ مدّة استغاثات عريضة تُناشد الرسالة الأخرى من المازوت، والتي بطبيعة الحال لا تُنعش هيكل المدفأة البارد لعدّة أيام، لكن على رأيهم (بحصة بتسند جرّة)، مع التأكيد أنّ تلك الأبدان لا يُريحها سوى الحطب، ومن ريف وقُرى الدريكيش وجردها البارد، يُلاحظ ليلاً استنشاق روائح غريبة في تلك العتمة الشتوية، ليتبيّن أنّ الغالبية يقومون بإحراق كل شيء حتّى إطارات السيارات يتم تقطيعها وإدخالها بأفران المدافئ، بالإضافة لورق الكرتون والألبسة وكل شيء قابل للاشتعال، وكل ذلك كحلول آنية مؤقتة (مُضرّة) لا تفي بالغرض، مناشدين ذوي القًربى من المعنيين بإيجاد الحلول السريعة، سواء بتفعيل رسالة المازوت الثانية، أو زيادة مدّة الوصل الكهربائي المسائي، ليتسنّى على الأقل للطلّاب الدراسة بجوٍ مقبول، أمّا الحطب فالسكوت عنه سيد الأحكام لأنه في طور الانحسار، وهذا الأمر ينطبق كثيراً على جرود القدموس والشيخ بدر وغيرهما بنسب متفاوتة.
وعلى المقلب الآخر، ونتيجة الأمطار الغزيرة التي سقطت على مُجمل مناطق طرطوس، فقد حدثت عدّة انهيارات ترابية أهمها على الطُرق الرئيسية، أغلقت المجاري الجانبية للطرقات المُحدثة، وأصبحت بحاجة للتعزيل، أسوة بما يتم تنفيذه على عقدة طريق طرطوس – الدريكيش، في بسماقة حيث تتواجد آليات على الغالب من الشركة العامة للطرق والجسور، تقوم بإزالة الانهيارات التي حصلت نتيجة العواصف المطرية، وما حدث في سهل عكّار ومناطقه المحيطة كان قاسياً على كل شيء، فأدخل المنطقة بحالة منكوبة كارثية، لا زالت المؤسسات الخدمية والمحافظة في طرطوس تعالج تلك النتائج، مع الاختلاف بطبيعة المناطق وحدّة تأثّرها بالعواصف والمنخفضات المطرية مع المناطق الأخرى، فالشتاء لازال طويلاً وأهله يأملونه حنوناً لطيفاً بعيداً عن الصقيع وغضب الطبيعة المتنوّع، وهذه الأيام تُعد كبيسة، قاسية على الجميع، وشراء معدّات ولوازم التدفئة هي الخطر بعينه.. فهل نكتفي بما قدّمه شتاء هذا العام أم أنّ الخافي أفضل؟ الأمل بالله.
سليمان حسين