الوحدة 3-2-2024
أكد محمد عزوز رئيس الاتحاد المهني لعمال الغزل والنسيج في سورية بأن قطاع الغزل قد تأثر تأثراً مباشراً بالأزمة التي مرت على قطرنا وذلك من خلال أعمال التخريب والسرقة التي تعرضت لها بعض المعامل من قبل الإرهابيين وسيطرتهم على المناطق التي تشكل سلة سورية من النفط والقمح، وأيضاً الأقطان التي تشكل المادة الأولية الأساسية لصناعة الغزل والنسيج، والتي لم تتجاوز الكميات المستلمة منها على مدى السنوات الأخيرة الـ 7 آلاف طن وهي الكمية التي كانت تمثل ما كان يتم استلامه في يوم واحد قبل الأزمة، وهو ما أوقع الشركات التابعة لقطاع الغزل والنسيج في مشكلة حقيقية على صعيد تأمين الأقطان اللازمة لعملها.
وقال عزوز بأن معالجة هذا الموضوع تمت من خلال العمل على زيادة المساحة المزروعة بالأقطان في الأراضي التابعة لسيطرة الدولة بغية إنتاج أكبر كمية ممكنة من أجل تأمين المادة الأولية لشركات القطاع، لكن الثمن القليل الذي كان يعطى للمحصول قلل من المساحة المزروعة وهو ما دفعنا للمطالبة بزيادة هذا السعر وهو الطلب الذي لم تتم الاستجابة له إلا بتاريخ 17/9/2023 وهو التاريخ الذي جاء متأخراً عن المطلوب كونه جاء بعد الانتهاء من عملية الزراعة.
وأضاف عزوز بأن هذه الزيادة في السعر أثرت من جانب آخر على عمل شركاتنا كونها زادت من تكاليف الإنتاج لديها لتأتي تلك الزيادة على حساب تلك الشركات على الرغم من أن الأسواق تحوي على غزول بأسعار أرخص دخلت إلى القطر إما تهريباً أو تحت مسمى كومباكت.
وأشار رئيس الاتحاد إلى أن هذا الوضع استدعى الحاجة لدعم القطاع من قبل الحكومة لكي يبقى قيد العمل والإنتاج ولكي نحافظ على مصدر معيشة العاملين فيه، لافتاً إلى مناقشة الموضوع مع رئيس مجلس الوزراء وإعداد استراتيجية لعمل المؤسسة العامة للصناعات النسيجية للمرحلة القادمة وإلى مطالبة رئاسة الوزراء بإعداد دراسة حول تكاليف الإنتاج فيها، مشيراً إلى أن أغلب تلك التكاليف تكمن في الطاقة والكهرباء وهو الأمر الذي يستدعي دعم الشركات التابعة للقطاع النسيجي بالطاقة أسوة بالطريقة ذاتها التي يتم فيها دعم مؤسسة الإسمنت بالوقود.
ومن المشاكل الأخرى التي تحدث عنها رئيس الاتحاد المهني خلال المؤتمر السنوي لنقابة عمال الغزل والنسيج في اتحاد عمال اللاذقية تصريف المخازين الموجودة في شركات الغزل والنسيج والذي بدونه لا يمكن صرف المزايا العمالية للعاملين فيها، مؤكداً أن مدراء الشركات يتابعون مع إدارة المؤسسة النسيجية كافة المواضيع المتعلقة بالإنتاج والعمال، وأن المؤسسة تتابع الأمر مع الوزارة بالتوازي مع متابعة الاتحاد العام لنقابات العمال لهذه الأمور مع الحكومة.
وحول الخطة الاستثمارية أشار عزوز إلى تخفيض الاعتمادات المرجوة لها من 20 مليار ليرة إلى 13 مليار ليرة، وذلك نظراً لعدم توفر السيولة المالية اللازمة لتمويل المشاريع الواردة في تلك الخطة، مؤكداً أن الاتحاد المهني يتابع مع الجهات المعنية الوسائل التي يمكن من خلالها إعادة الألق إلى قطاع الغزل والنسيج بما في ذلك دعم كافة المكونات والمراحل التي يمر بها العمل في هذا القطاع بدءاً من زراعة القطن وانتهاء بالغزل والنسيج.
فيما أشار عزوز إلى أن ضعف الموارد المالية للدولة جعل زيادة الرواتب تسير بشكل بطيء، لافتاً إلى أن الاتحاد العام لنقابات العمال دعا تماشياً مع هذا الواقع إلى دعم متممات الراتب (طبيعة العمل- الاختصاص- التعويضات) وصرفها وفقاً للراتب الحالي، وإلى رفع الحد المعفى من الضريبة وذلك بغية تحسين مستوى معيشة العمال ولا سيما في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها وارتفاع أسعار مختلف السلع والخدمات التي يحتاجها العامل.
وتناول عزوز خلال المؤتمر بعض المواضيع العمالية الملحة ومنها زيادة الاعتمادات المخصصة للوجبة الغذائية وللباس العمالي لتتواكب مع الزيادات الحاصلة في الأسعار ومنح مكافآت للعاملين في الشركات التابعة لقطاع الغزل والنسيج وكذلك زيادة التعرفة الطبية التي قال بأن وزير الصحة قد وعد بمضاعفتها، وبأن أمين الشؤون الصحية في الاتحاد العام لنقابات العمال يتابعها مع الحكومة باستمرار، إضافة لموضوع تشميل المتقاعدين بالتأمين الصحي.
فيما أشار رئيس الاتحاد المهني إلى أن المسابقة المركزية التي تمت كانت فاشلة بامتياز واحتوت على ثغرات كثيرة، مؤكداً بأن الأمل أولاً وأخيراً معلقاً بالسيد الرئيس بشار الأسد من أجل إصدار مرسوم لتثبيت العمال المؤقتين، أما بالنسبة للاستقالات التي زادت نسبتها نتيجة تأخر إصدار نظام الحوافز وقلة الرواتب مقارنة بارتفاع الأسعار لفت عزوز إلى أن الاتحاد يتابع هذا الموضوع أيضاً بالتوازي مع متابعة لكافة القضايا الأخرى المرتبطة بالعمل والإنتاج في القطاع النسيجي الذي يعد من أهم القطاعات التي تدعم اقتصادنا الوطني.
نعمان أصلان