“رائحة البئر” ..بين دفتي كتاب الشعب النقابية للمعلمين

الوحدة :29-1-2024

(الحضارة الراقية تبدعها عقول مفطورة على الجمال، تصب في نهر الأبدية أما التقليد الأعمى فهو قشور تتفتت مع الريح)، كانت جلسة بين دفتي كتاب لتجمع الشعب النقابية لنقابة المعلمين حول رواية (رائحة البئر) للكاتبة سوسن سليم الحجة، والتي جمعت العديد من المنتديات الثقافية المجتمعية (ملتقى فتح كتاب، الجمعية التاريخية السورية، مجلة نبض، المنتدى العربي لنقد المواهب، ملتقى القنديل..) وجميع الحضور من شباب وكبار القراء والمهتمين أثنى على امتياز قيمة الرواية الفكرية والتاريخية والإرثية والفنية ولغتها الجميلة.

وأجمعوا: “رائحة البئر” رواية تنافس القصص العالمية، والقص الروائي فيها متعب عليه وتستحق بجدارة القراءة والتفكير، وتقترب من روايات نجيب محفوظ في وصف الشخصيات وتفوقها في ملامستها لحالاتهم فهم متواجدون وغير متواجدين، تعيش الواقع والخيال، الرواية فيها المآسي والتمرد على الواقع، وترتسم بالحيادية بشخصيات تمثل القهر – الظلم – القوة – البطش…مجتمع غزاه كثير من العنصرية والتفكك ويعيش الموت فيه، رصدت التغيرات بألوانها وضياع الحقوق وسط ظلال من الكآبة واليأس، لتصنع من أدب الحرب وضحاياها وبشاعتها أدباً حقيقياً لا مثيل له، ولتكون رواية من اجمل وأرقى الروايات، وعلقوا على بعض الصور و الوصف وجمالياته وتراكيبها الرائعة والملفتة لتكون إبداعاً منها: هنا الصخور لا تنام – عماد يخاطب ندوش: هذا أفضل من انتماء لا يجلب لك غير الألم، أنت كالطير كل السماء لك – صانعو الحرب يعيدون خارطتنا النفسية – يتعلق بضرس لبني بلثة لا تلفظه – هلم  أتسمع صوت القصب يناديني – في كثير من الأحيان لا نملك أفعالاً أما الغالبية منا تملك ردود أفعال، بالأصالة لوصف العائلة وشجرة اللوز وكرنفالات الموت..سرد قصصي عميق وفلسفي بشكل شاعري.

الكاتبة سوسن شكرت السادة الحضور على قراءاتهم و عبرت عن فرحتها بهذا اللقاء الذي عدته هديتها الثمينة، وأشارت بأن الكتابة هي لإخراج مكنوناتها الداخلية بتفاعلها مع العقل الباطن.

وفي بطاقتها التعريفية: مهندسة زراعية لها من المجموعات الشعرية ثلاث: عشبة الأزرق، هذيان الفضة، امرأة تسرق الأزرق، والرواية رائحة البئر فيها الصراع الدائر في سورية صراع بين الخير والشر، بشخصيات تصل للأوج بتفاعلاتها الداخلية الإرث البشر مع الحاضر والحرب، شخصيات تصل لحتفها في نهايات مفتوحة للقارئ، وأحبها كذلك، شخصيات من الخيال أغناها الواقع، أما القادم من الأعمال لدي رواية بالمسودة كتبتها قبل الزلزال وفاجأتني وكأنها خرجت منه، لم تنشر بعد وتحتاج لبعض القفلات، فالكتابة ليست بالأمر السهل، ومن الضرورة التمكن منها لتكون إنتاجاُ مميزاً.

 

 هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار