الوحدة 27-1-2024
بحضور رسمي وشعبي، افتتح م. محمد رامي مرتيني وزير السياحة ملتقى السياحة الشتوية والجبلية الأول في مجمّع نسمة جبل بالقرداحة، مستعرضاً في بداية حديثه الأهمية الكبيرة التي تتمتّع بها السياحة من خلال هذا المكان (المشروع التنموي) قبل أن يكون مشروعاً سياحياً بامتياز، فالسياحة تضم كافة الدعائم الوطنية وهي صناعة الخدمات والاقتصاد والتنمية بحدّ ذاتها، وهي تتكامل مع جميع القطاعات الاقتصادية الأخرى، وأضاف السيد الوزير أن للسياحة عدّة أنواع تتمتّع بها كافة المناطق في الساحل والداخل، بالإضافة لسياحة التسوّق، وسياحة علاجية وطبيّة، بالإضافة لسياحة المؤتمرات والملتقيات وغيرهم، لذلك فالسياحة هي اقتصاد تنموي بامتياز، وأضاف: إن مدينة القرداحة ومنتجع نسمة جبل هي تجربة سياحية غاية بالأهمية، وهذا الملتقى هو للبحث عن كيفية صناعة سياحة خارج الموسم المعتاد، حيث بدأت السياحة الثقافية بالعودة وكذلك سياحة أيام العطل، بالإضافة لازدياد سياحة بلدان الجوار، والقرارات التي اتُّخذت على صعيد الفريق الحكومي والتسهيلات (كالمنصّة الإلكترونية) تساهم في عملية الجذب السياحي، فخلال أيام ييتطيع أي شخص أو زائر أو ضيف أو مكتب سياحة وسفر أن يحصل على تأشيرة الدخول إلى سورية بساعات أو أيام قليلة، ومشروع المنصة الإلكترونية الذي بُني بين الوزارات الأربع الخارجية والداخلية والاتصالات والسياحة، أصبحت كفيلة بتقديم كافة الخدمات بعيداً عن السفارات والإجراءات الروتينية التي تأخذ وقتاً طويلاً، وهذا الموضوع من شأنه زيادة القدوم السياحي إلى بلادنا التي سنقدّمها للجميع سورية المتجدّدة الواحدة الموحّدة سورية التاريخ والحضارة المنتصرة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، وأضاف الوزير مرتيني: إننا نتمنى أن تحصل هكذا ملتقيات على الدوام، شاكراً إدارة منتجع نسمة جبل والأفكار التي جمعت هذا الملتقى، متمنياً أن يكون الحوار شفّافاً ومفتوحاً بين الجميع، والعمل على وضع الحلول للمشاكل التي تتمحور حول حوامل الطاقة والمشتقات النفطية، وكيفية الوصول إلى الأماكن السياحية في ظل هذه الظروف الصعبة، لكن اليوم نحن بحالة تغيير علينا أن نصنع التنمية للحصول على احتياجاتنا المعيشية، ولكي نعيد سورية إلى سابق عهدها يجب أن نكون منتجين مصدّرين، وعلى مستوى السياحة علينا أن نخلق الأجواء للجلب السياحي ومحاربة المكاتب السياحية الوهمية التي تسيء إلى المنظومة السياحية بشكل عام، وأضاف السيد الوزير علينا أن نمتلك وسائل النقل والإمكانيات ونندمج في بناء المطاعم والفنادق وكافة المنشآت وهذا دور مهم لغرف السياحة، مبدياً استعداد الوزارة والحكومة في تقديم كافة التسهيلات بخصوص صناعة السياحة، مبيناً أهمية القطاع السياحي في تشغيل أعداد كبيرة من العمال برواتب مقبولة نوعاً ما، بالإضافة لأعداد كبيرة تدرس بالمعاهد والمدارس والجامعات هم بحاجة لفرص عمل ويقع على عاتق المشرّع نسب معينة لتشغيلهم ضمن المنشآت السياحية، مرحباً بالشباب الشركاء الذين يروّجون لسياحة وجمال بلدهم عبر اليوتيوب وبرامج الهواتف الذكية بشكل صحيح، حيث يجب وضعهم بالمكان الصحيح وتقديم كامل الدعم لهم.
بدأ الحوار المفتوح بمحوره الأول عن دور الشركات والمؤسسات السياحية في تنشيط السياحة الشتوية والجبلية، بمشاركة م. معن ريشة مدير عام نسمة جبل، وم. فراس وردي خبير الشؤون التنموية، والسيد علي أسبر عن شركة روح سورية، والسيد إبراهيم سعود عن فريق المغامر السوري، و تركز حول التنمية المستدامة وتنمية بنيتها، والمعاناة الحقيقية جراء مصاريف الطاقة، وكذلك الرسوم والضرائب المترتبة، وزيادة الأنشطة الخاصّة بالرياضات الشتوية والمخيمات، والعمل على استقطاب الزوار إلى المناطق الأخرى التي تجاور منتجع نسمة جبل، وقد تم فتح المجال لأسئلة ومداخلات الحضور التي تمحورت جميعها على كيفية العناية بالمنتج السياحي وتطويره على كامل الجغرافية السورية وتسهيل الوصول إليه.
امّا المحور الثاني من الملتقى، فتمحور حول الدور الحكومي في تعزيز السياحة الشتوية والجبلية وقد تحدّث حولها السيد وزير السياحة م. محمد رامي مرتيني، وم. تيسير حبيب رئيس مجلس محافظة اللاذقية، وم. فراس السوسي نائب محافظ اللاذقية، وقد تم التأكيد على دور الوحدات الإدارية التي قامت عليها المنشآت السياحية، وتوقف العديد من المشاريع التي كان من المزمع إقامتها نتيجة الأوضاع التي ألمّت بالبلاد، وقد قامت محافظة اللاذقية بتأمين كافة الاعتمادات اللازمة والبنى التحتية من شبكات صرف صحي بالإضافة للكهرباء والمياه لكافة المشاريع المنفّذة في المحافظة، حيث تم التأكيد على دور القطاع الخاص في هذا المجال والتشاركية بين القطاع العام والخاص في تنفيذ المشاريع السياحية التنموية.
من جهته أكد السيد الوزير على دور الشركات الوطنية وعودتها إلى الواجهة كشركة الكرنك التي عادت بقوة إلى واجهة قطاع النقل للمساهمة في عملية التنمية المستدامة، بالإضافة إلى الشركاء الآخرين كمصرف التوفير الذي يعمل بعقلية القطاع الخاص التي انتقلت بفترة وجيزة إلى الحالة الربحية، من خلال تنفيذ المشاريع السياحية، وقد أكد السيد الوزير على دور السياحة الشعبية، حيث تم الاتفاق على تمويل ٨٠ وحدة إدارية لبناء بنى تحتية ومرافق، حيث تعد سورية من أكثر البلدان تخديماً للوحدات الإدارية بأنواعها، مؤكداً على دور غرف السياحة في التكامل مع القطاع الخاص.
بعد ذلك تمت مشاركة الحضور المتمثّل بالمهتمين بواقع صناعة السياحة وأصحاب المنشآت السياحية والفعاليات الأهلية المعنية بالواقع السياحي، حيث تم عرض شامل عن واقع المنشآت السياحية المرهقة في المحافظات التي تعاني الكثير من الأوضاع كحوامل الطاقة والوقود و التي تنعكس على الأسعار، وضرورة العناية بالطرق كي يتسنّى الوصول الآمن للأماكن السياحية.
وفي تصريح للصحفيين، أكد م. محمد رامي مرتيني، أن الواقع السياحي بدأ بالنشاط بعد تعافي البلاد، تزامناً مع السياحة الوافدة من دول الجوار أو السياحة الثقافية والدينية، حيث تشهد أشهر الصيف ضغطاً كبيراً على السواحل والمنتجعات والفنادق، لذلك فكرة إقامة هذا الملتقى هو لتقديم منتج السياحة الشتوية، وكامل الريف السوري يستحق التنمية، واليوم لدينا توصيات مهمة جداً وهذا التفاعل الخاص مع بعضه عبر غرف السياحة والحوار الحكومي الخاص وممثلي الإدارة المحلية وكل الجهات الحكومية المعنية والعمل كفريق واحد في خدمة كافة قطاعات الدولة التنموية، وما أجمعنا عليه اليوم أن نصل إلى خلاصة، وهو التوافق بين الجهات العامة، أن قطاع السياحة هو صناعة وقطاع اقتصادي وتنموي، وهناك طلبات محقّة من مكاتب السياحة والسفر تقتضي التنسيق مع الجهات العامّة تُعرض على اللجنة الاقتصادية أو لجنة الاستثمار، شاكراً هذه المبادرة ومتمنياً نهوض كافة الأرياف السورية الجميلة سياحياً واقتصادياً.
سليمان حسين