الوحدة: ٢٦-١-٢٠٢٤
عندما يكثر الانتقاد من طرف تجاه الآخر، يتنامى لدى ذلك الآخر حس الخوف والتحسب، وبالنتيجة قد يفتقد الطرف الذي يتعرض للانتقاد عفويته ويتصرف كما لايتفق مع طبيعته نفسها هذه رسالة إلى الرجل أولاً، لأنه كثيراً ما يطلق انتقاداته إلى زوجته بصورة قهرية، وكأن قوة ما في داخله تلح عليه بأن لا يفوت صغيرة ولا كبيرة إلا ويسلط عليها الضوء.
ينسى الرجل أحياناً كل عيوبه ولا يرى إلا عيوب الزوجة فينصب من نفسه مصلحاً يرفع لواء الانتقاد صباحاً ومساء إلى درجة تجعل من البيت بؤرة للنكد والتوتر.
( فتش عن ذاتك أولاً ) وحاول اكتشاف القوة الدافعة وراء رغباتك الانتقادية الملحة، أغلب الظن أنك ستجد هناك في زاوية معتمة من زوايا الذات تجربة ماضية عشتها في أيام الطفولة وظلت عالقة في نفسك.
أحياناً يكون السلوك الانتقادي نابعاً من عقدة دونية مزمنة، والرجل الذي يستطيع أن ينبش ذاته بحثاً عن تلك العقدة هو رجل محظوط على أي حال، لأنه بذلك يضع قدمه على طريق التخلص من تلك العقدة، وبالتالي إصلاح الوضع المختل مع زوجته.
إن تلك العقدة هي من النوع الذي لا يستطيع التنقيب عنها وإيجادها إلا صاحبها وإذا ما تصدى لذلك أحد آخر فإنه غالباً ما يثير حالة من المكابرة والمعاندة التي تزيد الطين بلة،
لأن أحداً لا يحب أن يتم كشف الغطاء عن أسراره الراكدة في عمق النفس…
لمي معروف
تصفح المزيد..