الوحدة 22-1-2024
مرض النعاس من أشد الأمراض إعاقة لنشاط الإنسان، إذ يحرم صاحبه من الحياة الاجتماعية والوظيفية لسنوات عديدة، ويتمثل هذا المرض ببقاء الدماغ في حالة يقظة، بينما تغط بقية أجزاء الجسم الحركية في حالة سبات مؤقت تعقبه فترات من فقدان الطاقة وصعوبة في التركيز الذهني والتذكر.. والمصاب بالنعاس المرضي يشعر بأنه لم ينم منذ يومين أو أكثر وتراوده على الدوام وفي جميع الأوقات رغبة ملحة بالنوم على الرغم من شدة المنبهات الحياتية، كالضوضاء والصخب، ويفقد أي اندفاع للعمل مهما يكن جذاباً أو مثيراً.
الرجال أكثر عرضة له من النساء ومن أعراضه كذلك فقدان الشخص المصاب لقواه العضلية على نحو مفاجئ خاصة عند تعرضه لصدمة عاطفية أو حالة ضحك شديدة ففي مثل هذه الحالات نجد الشخص يتسمر في مكانه أو يسقط أرضاً مع شعوره بالضعف إلى درجة لا يستطيع معها حمل قشة، أو التحرك قيد أنملة، وهكذا تتجمد أطراف المصاب وكأنه فارق الحياة، ثم تبدأ بعد انقضاء هذه الأزمة أعراض النعاس الشديد التي يمكن أن تدوم أعواماً عديدة، ويسمي الأطباء هذا المرض (الشلل النومي) الذي قد تصاحبه حالات من الهلوسة السمعية والمرئية، إذ يخيل للمريض أن قطع الأثاث تسعى نحوه لخنقه، أو أعمدة الكهرباء تحيط به، وعلى ضوء هذه الأحاسيس يمكن تفسير حالات الانهيار العصبي المصاحبة لمرض النعاس الشديد ونظراً لخطورة مثل هذه الأعراض ينصح ذوو المريض باستشارة أطباء الأعصاب، على الفور، لأن هذا المرض قد يكون ناجماً عن خلل في أحد أنشطة الدماغ، أو يكون ذا مصدر جيني كما دلت الأبحاث الحديثة.
ويرى بعض الاختصاصيين أن هذا المرض يمكن أن يتطور من الشلل النومي إلى خلل يصيب النظام المناعي للجسم كله، كما أن عدم تفهم المحيطين بالمريض لحالته المرضية، وتندرهم عليه واتهامه بالتكاسل والتمارض، ولاسيما في الأطوار الأولى للإصابة، قد يزيد من مأساته ومعاناته، والطبيب المعالج لهذا المرض يلجأ إلى إجراء مجموعة من الفحوصات والتحاليل والتخطيط الإلكتروني لتكوين فكرة واضحة عن حالة المريض.
وللأسف فإنه لا يوجد عقار مباشر لعلاج النعاس المرضي، ولكن توصف له بعض المنبهات والأدوية المضادة للاكتئاب…
لمي معروف