الوحدة : 22-1-2024
عندما تحضر إرادة الإبداع بإشراقتها البرّاقة تتذلل الصعاب و تتكسّر عنجهيتها ليفوز هذا الإبداع متألقاً، يقبل علينا بصور إنسانية تشعّ فعلاً حضارياً وارفاً بالسحر والجمال، مقبلاً بنفحات للإنسانية مديدة العطر.
إلى ذلك نقف ههنا أمام مشهد إبداعي راق مع الشابة آية محمود حنتوش… مواهب متعددة تسكن روحها المتقدة إبداعاً وفكراً. تدرس الطب بتفوق وتقترن بموهبتي التمثيل والكتابة الأدبية لتضعنا أمام لوحة فنية مترفة بالجمال الطافح والشخصية المميزة بتفاصيل واعدة.
آية محمود حنتوش، مواليد 2002 من مدينة الحسكة، طالبة طب سنة ثالثة في جامعة تشرين بالإضافة إلى أنها خريجة معهد صحي فرع الأشعة ومشروع ممثلة وكاتبة وطبيبة. التقيناها لتحدثنا عن مواهبها المتعددة.
-جمعت بين دراستك للطب وكتابة الخواطر والقصص القصيرة، ماذا عن ذلك؟.
لاشك أن الطب يحتاج إلى ساعات دراسة كثيرة ومتواصلة ومجهود قد يستغرق أياماً خاصة أثناء فترة الامتحانات، ولكن عندما يكون هناك شغف تجاه شيء معين تستطيع أن تحقق توازناً بينه وبين دراستك، وأن تتحدى نفسك بين النجاح أو النجاح فيهما، طالما هناك إرادة وتصميم فلا يوجد حينها جملة” لا أستطيع” في حياتك.
– جمعتِ في أدبك بين العامية والفصحى هل بالإمكان أن تحدثينا عن ذلك؟
لطالما أردت أن تصل أفكاري ومشاعري إلى جميع الفئات العمرية والمجتمعية ولكي أحقق هذا الأمر، لابد من الكتابة بالفصحى وبالعامية والخوض في تجارب جديدة تحمل مشاعر مختلفة تتناسب مع مشاعر الجميع، لذلك أنا في تدريب مستمر مع نفسي للخوض مستقبلاً في كتابات أعمق وأكثر جرأة ومتنوعة أكثر بالإضافة إلى أنني قريباً سأخوض تجربة الكتابة باللغة الانكليزية.
– شاركتِ بتمثيل مسرحيات واسكتشات هل تحدثينا عن ذلك؟
التمثيل بالنسبة لي يعد حلم الطفولة فلطالما أردت أن أصبح ممثلة على مستوى العالم، ولا أجد الغرابة في هذه الأمنية فمن يحمل الإمكانيات والحب والدافع يستطيع أن يصل إلى أبعد نقطة في هذا العالم، لذلك منذ نعومة أظافري وأنا أشارك في كل نشاط تمثيلي، إن كان في الإذاعة أو المسرح أو حتى على تطبيق اليوتيوب.. أو من خلال تجسيد صور تعبّر عن واقع معين مثل تجسيدي لصورة عبّرت من خلالها عن واقع مدينة الحسكة ولاقت حينها صدى إيجابياً وانتشاراً كبيراً بين الناس.
كلما واجهت صعوبات في الحياة أجد التمثيل ملجأي في الهروب من كل مشاعري السلبية، لذلك ومن خلال منبركم سأعدكم وأعد القراء بلقاء ثانٍ ولكن كممثلة عالمية، لا كموهبة شابة.
– تعملين ضمن الفريق الإعلامي السوري ماذا عن ذلك؟
الفريق الإعلامي السوري منصة إلكترونية أكثر من رائعة تعلمت من خلالها الكثير من الأمور مثل طريقة كتابة المقال والتقارير والحوارات والسيناريوهات التي جعلتني أكتسب خبرات جديدة أضفتها إلى رصيدي المعرفي استطعت من خلالها أن أصنع لنفسي اسماً أصبح متداولاً نوعاً ما.. وأيضاً تعرفت على جوانب إنسانية لكثير من نجوم وطننا العربي لم نكن نعرفها عنهم وهذا من خلال تواصلي الشخصي معهم لأجل الحوار، مثل الفنانة عبير نعمة التي لطالما كانت من الداعمين المتواصلين لي بكلماتها وتشجيعها.
وأحب أيضاً أن أشكر مؤسس هذا الفريق الأستاذ عبود سبيناتي على هذه التجربة الرائعة التي لن أنساها أبداً وأتمنى كل التوفيق لفريقه.
– هل شاركتِ باحتفالات؟
بسبب ضيق وقتي لم يكن لدي أية فرصة للمشاركة في احتفال أو مهرجان، ولكن شاركت بمسابقات كتابية عديدة وكنت أحتل المراكز الأولى فيها .. حالياً أنا قيد التدريب لكتابة سيناريو مسلسل كلي أمل أن يبصر النور قريباً.
كلمة أخيرة.. ما النصيحة التي توجهينها للجيل الشاب؟
كذّب عقلك، واركض خلف أمنياتك.
نعم ! كذب عقلك ومشاعرك السلبية وواقعك، وكل الأمور التي من الممكن أن تحطم أحلامك واركض خلفها و اسعَ خلفها .. كل شيء ممكن في هذه الحياة مهما كان حجم أحلامك كبيراً.
طور من نفسك.. اقرأ.. احلم.. اصبر.. تدرب وغامر.
لا تحلم دون أن تفعل شيئاً يقودك إلى تحقيق أحلامك.. فالأحلام لوحدها لا تكفي وتعتبر مضيعة للوقت تفصلك تدريجياً عن الواقع وتعطيك شعوراً مزيفاُ، أنك قد حققت كل شيء.
حارب أصوات فشلك داخلياً.. انتقِ محيطك بدقة.. اجعل نفسك محاطاً بأشخاص إيجابيين موهوبين لديهم أهداف للحياة، وابتعد كل البعد عن أولئك الأشخاص السلبيين المحطمين لأفكارك وأحلامك.
أنت تستطيع فعل كل شيء مهما كان عمرك ومستواك الاجتماعي وجنسك ومهنتك.
ابدأ الآن بتلك الخطوة الأولى التي ستقودك حتماً للنجاح وعدد مرات فشلك مرتبط بضخامة نجاحك لاحقاً.. فكل عثرة درس وكل وقوع نهوض.
وفي النهاية، أود أن أشكرك على هذا اللقاء الجميل وأود أن أعبر عن حبي لجريدتكم العريقة التي تعتبر حلماً لكل شاب موهوب في الكتابة.
وأيضاً أودّ أن أشكر عائلتي على دعمها لي حتى عندما أفشل لأنها على يقين أن في داخلي شيئاً إذا نما جيداً سيجعلني في مكان لطالما كانوا يتمنونه لي، وأود شكر أصدقائي المؤمنين بي وبمواهبي، وأخص بالذكر صديقتي مرح التي تعتبر نجاحي من نجاحها وتساندني في شتى مواقف الحياة.
وأود أن أشكر عائلتي الثانية وقدوتي والأم الروحية لي ومرشدتي والمؤثر الكبير في حياتي التي بسبب وجودها ودعمها أنا على ثقة، أني سأصبح ذات شأن عظيم وسأحقق جميع أحلامي دون أن أضطر للخيار بينها وبين دراستي، فأنا قادرة على أن أصبح طبيبة وممثلة وكاتبة يوماً ما .. من جعلني أحب مهنة الطب وأستمتع بكل محاضرة فيه .. من علمتني كيفية تنظيم حياتي ووقتي وتحقيق التوفيق والتوازن بكل شيء. من جعلتني أطمح في اختصاص طبي كان خارج دائرة أفكاري .. من وسع بصيرتي الفكرية وتغيير طريقتي التقليدية في الحياة.من أتمنى أن أحقق نصف نجاحها لأن القليل من الناس يشبهها.. المرأة الفولاذية التي أحبها كثيراً .. الدكتورة سوسن غزال.
نور محمّد حاتم