الفيضانات تحول آلاف الدونمات المزروعة في سهل عكار إلى “أثر بعد عين”.. وأهالي المنطقة يطالبون بتصنيفها كمنطقة منكوبة
الوحدة:18-1-2024
كلّف مجلس الوزراء وزارتي الزراعة والموارد المائية بمعاينة وحصر الأضرار نتيجة الهطولات المطرية الغزيرة والسيول في سهل عكار بمحافظة طرطوس ليتم تعويض المتضررين وفق الإمكانات المتاحة، بالتوازي مع استمرار تقديم المساعدات الإغاثية للمتضررين، وذلك بعد عدة أيام قاسية طالت معظم قرى سهل عكار (بني نعيم – الجويمسية – الرنسية – خربة الأكراد..) جراء الهطولات المطرية الغزيرة التي تسببت بفيضان النهر الكبير الجنوبي والعروس وأبو الورد وغرق مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية والزراعات المحمية والحيوانات. الأضرار التي قدرت بالمليارات أضيف إليها حادثة وفاة أربعة أشخاص من قرية عين الزبدة بينهم طفل لم يتجاوز الأربع سنوات جراء تدهور سيارتهم عند العبارة المائية بين قريتي الخرابة والجويمسية، ما أيقظ جميع أوجاع الأهالي الذين طالبوا باعتبار منطقتهم منكوبة، متسائلين أين كانت حلول الجهات المعنية طيلة السنوات السابقة؟ ولماذا تركت قراهم مهملة كل ذلك الوقت رغم أنها تشكل خزاناً غذائياً هاماً واستراتيجياً، لافتين لمطالبهم القديمة والمتكررة لإنشاء عبّارة صندوقية مناسبة مكان وقوع حادث السيارة، وبضرورة دراسة وضع المناسيب وقنوات التصريف وتهذيب مجاري الأنهار بما يضمن عدم تكرار المأساة.
وفي لقاء مع بعض الأهالي ناشدوا الجهات المعنية بضرورة التعويض السريع وإلغاء ديونهم الزراعية على أقل تقدير.
رئيس بلدية الدكيكة سامي خضور بيّن أن الأضرار تجاوزت المئة بالمئة، حيث غمرت المياه الأراضي الزراعية والمحمية التي كانت في طور الإنتاج، فيما أشار أهالي قرية بني نعيم إلى أن انهدام الساتر الترابي الفاصل ما بين الحدود السورية اللبنانية كان له الأثر الكبير في غمر الأراضي والمنازل، وتلف المحاصيل نتيجة الغمر، مطالبين بضرورة تعزيل المصارف المطرية وتوسيعها ولو على حساب الأراضي الزراعية، وضرورة الإسراع بإعادة الساتر الترابي إلى وضعه إنقاذاً للممتلكات والأرواح.
بدوره المهندس محمد محرز مدير الموارد المائية في المحافظة أشار أن الغزارات المائية التي حصلت لم تشهدها المنطقة منذ أكثر من ربع قرن، مضيفاً أن تنفيذ الحلول المناسبة يستلزم اعتماد دراسات فنية وتوفير التمويل والتجهيزات المطلوبة لتوسيع المصارف الموجودة وتنفيذ غيرها والعمل على خفض مناسيب النهر الكبير الجنوبي، مضيفاً أن آليات المديرية استنفرت من اليوم الأول لفتح الاختناقات والمساعدة على تصريف المياه.
أيضاً رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش أكد على ضرورة الإسراع في تعويض المزارعين المتضررين في منطقة سهل عكار.
أما رئيس دائرة صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية بزراعة طرطوس الدكتور حيدر شاهين أكد أن لجان الصندوق ما زالت تعمل حتى الساعة لحصر الأضرار ورفعها للجهات المختصة للتعويض عن الخسائر.
فيما بيّن المهندس علي يونس مدير زراعة طرطوس أن التقديرات الأولية لأضرار الغمر الذي أصاب مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والبيوت المحمية في منطقة سهل عكار قد طال حوالي 250 هكتاراً مزروعة بالبطاطا و319 هكتار بيوت محمية و68 هكتار حمضيات و1066 هكتار قمح و58 هكتار فول أخضر، وذلك في قرى تلسنون والمشيرفة والحسنة وتلعدس والسودة وكرتو والرنسية وخربة الأكراد، كما تضرر حوالي 200 بيت محمي وحوالي 1500 دونم قمح و100 دونم فول بالغمر في قرى بني نعيم والجويمسة، و 150 بيتاً محمياً و700 دونم قمح و50 دونم فول في قرية البصيصة.
وبما يتعلق بالناحية الإغاثية أوضح د.هاني خضور عضو المكتب التنفيذي المختص في المحافظة أنه تم توزيع 62 سلة من قبل مؤسسة العرين الخيرية كما استجاب فرع الهلال الأحمر بطرطوس في اليوم الأول لـ 25 عائلة متضررة من الفيضانات في قريتي كرتو وخربة الأكراد وتم توزيع مواد إغاثية تلبي احتياجات العائلات التي نزحت إلى منازل أقارب لها، من بطانيات وحصر وفرشات وشوادر وشواحن، ومواد مطبخية بدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجيئن، كما تم توزيع ثلاثة أنواع من السلل الإغاثية لمئة عائلة متضررة فيها بطانيات وأدوات منزلية صحية وكافة المواد الغذائية المطلوبة بقيمة تتجاوز المليونين ليرة لكل عائلة، فيما قامت كوادر من منظمة الغذاء العالمي ومنظمة اليونسيف بتقييم الأضرار ودراسة التعويض اللازم، كما تم التركيز لإيصال مازوت التدفئة إلى المتضررين في تلك القرى بعد تخصيص وتنفيذ أربعة طلبات تدفئة من ضمن خطة المحافظة لإنجاز التوزيع في منطقة سهل عكار، بوقت كانت فيه محافظة طرطوس قد رفعت جاهزيتها واستنفرت كوادرها وآلياتها للتخفيف من أضرار الأحوال الجوية، فيما أوعز محافظ طرطوس فراس الحامد للجان المشكلة مسبقاً للعمل فور انحسار العاصفة المطرية من أجل تقييم الواقع ورفع المقترحات اللازمة للتعويض على المتضررين بدقة وعدالة.
رنا الحمدان