واقع خدمي وذكريات الزمن الجميل!!

الوحدة :15-1-2024

بعد أن دخلنا في مرحلة استثنائية من ناحية الخدمات القاصرة، والتي يتعلّق جلّها بأبسط الأمور البلدية، وتظهر بعض تفاصيلها المتأخّرة على الطرقات وضمن الحدائق العامّة التي تعدّ الرئة النظيفة لسكان المدينة، ومن هذه الجهة، فقد كان مخصّصاً لكل حديقة أكثر من عامل، اختصاصهم الأوحد ينضوي داخل ذلك المكان، من زراعة وقصّ وتعشيب وكذلك نظافة عامّة، بالإضافة للعناية بألعاب الأطفال، حينها كانت الحدائق عبارة عن متنزّه حقيقي وفي كافّة الأوقات، والجميع من الزوّار على دراية وعلم بما لهم وما عليهم من تجنّب العبث ورمي الأوساخ والبقايا، لأن لهذه الأمور مكان محدّد منوّه عليه بالكتابة والإشارة، فكانت متلازمة المكان الجميل تفرُض على الجميع العناية والاحترام كما لو كان ملكاً خاصّاً، وهذا خلال الزمن الجميل بالمقارنة مع واقع حدائق المدينة الآن التي أصبحت تشبه البراري.

وعلى منحى آخر – سابقاً وداخل المدن الكبيرة، وبعيداً عن اصطناع الازدحام في شارع ما، كانت الجهات المعنية تقوم بفتح إحدى الطرقات الرئيسية لخدمة معينة ليلاً، وعلى جناح السرعة يتم إنهاء المشكلة، وفي الصباح تعود الحركة المعتادة إلى نفس المكان وكأن شيئاً لم يكن، لكن الآن فتح الطريق لغاية خدمية يجعل المكان كالمنطقة المنكوبة لأيام وأيام، كما هو حاصل في ضاحية تشرين جانب مشفى العثمان، بغضّ النظر عن الجهة صاحبة المشروع، فُتحت الخنادق ورُدم المكان وبدأت المعاناة، وهذا الوضع يشبه ما حصل على أوتوستراد الثورة جانب مبنى (جريدة الوحدة) ، حيث أصبحت المنطقة عبارة عن توقّف قسري لكافة الآليات، وبفعل الأمطار الغزيرة تلاشت الرّدميات وتعزّز منسوب الخندق هبوطاً، وبالتالي انتهت على أثر ذلك السرعات الزائدة للسيارات؟؟، وهنا يبدأ البحث عن متعهّد المشروع لتسوية المكان.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار