الوحدة:14-1-2024
(البالة)، بدأت بضاعة هذه المهنة تأخذ المنحى نفسه الذي تسير وفقه باقي السلع، سواء كانت غذائية أم كمالية، غير أن ما يعيبها بالشكل العام أنها بالنهاية بضاعة مستعملة قادمة من خارج الحدود، وهي غير جديرة بطفرة الأسعار الرائجة الآن، بعد أن كانت الكتف المتين والملجأ الآمن للكثيرين من ذوي الدخل المحدود، علماً أن الناس حالياً غير مُلزمة أو مضطرة لشراء الألبسة كما في السابق، لأنها الآن تبحث عن لقمة العيش فقط ..
ومن سوق البالة في منطقة أوغاريت، كان هذا المكان يضجّ بالأسعار المتواضعة والبضاعة عالية الجودة، فعندما كان الراتب أو المعاش عزيزاً قوياً، كانت سيّدة البيت تشتري من هناك كسوة شبه كاملة لأفراد أسرتها، من أحذية وألبسة متنوّعة تشبه بضاعة الوكالات، وهذا الأمر فيما مضى.
امّا اليوم وبعد النكهة المرّة التي يتذوقها الجميع في الأسواق الأخرى الخاصّة بالغذائيات، فقد انتقلت الأرقام العالمية إلى ذلك المكان الأثري، الذي يحوي أكبر سوق للبالة في المدينة، وأصبح الرقم الأضعف والأكثر تداولاً هناك هو ٣٥ و٤٠ ألف ل.س للكثير من الألبسة المتواضعة، منها للأطفال، أو لقميص رجالي، أو لكنزة نسائية، والحديث يطول عن أسعار الأحذية، وخاصّة الرجالية، ورقم ١٥٠ ألف ل.س هو حدّ وسطي في تلك المعمعة.
وبغضّ النظر عن كيفية وصول هذه البضاعة إلى الأسواق وبأية وسيلة، وتحت أي بند تجاري، فهي تخضع لعدد من الإجراءات المجهولة حتى تصبح في سوق التجّار، وبالتالي تقع عليها أرقاماً لا تناسب الواقع الحالي، ويصبح شراء البضاعة الوطنية هو الأنسب – إذا توفّرت الإمكانيات المادية.
سليمان حسين