التراث الشعبي في محافظة اللاذقية.. محاضرة في ثقافي عين الشرقية

الوحدة 13-1-2024


أقام المركز الثقافي العربي في عين الشرقية محاضرة بعنوان (التراث الشعبي في محافظة اللاذقية) قدمها الباحث في التراث نبيل عجمية.
بدأ محاضرته: أجدادنا الذين تتحدث عنهم شطآن البحر وأشجار الجبال وشمس الدروب عن كرمهم وتختبئ مروج العيون وساحات القرى ونسمات البيادر بصدى أصواتهم، وتزهر على عتبات المنازل وتحت أشجار التوت والدوالي ألوان حكاياتهم لتنشر الدفء كنار الموقد.
وأضاف: رهافة أحاسيسهم وقصص قلوبهم التي تشبه غابات السنديان وأشجار الغار وعصافيرها، إرثهم الذي دون في ذاكرة الناس قد تكون أغنية تلخص حادثة مرت يتناقلها الناس لأهميتها، أو مقطوعة شعرية تصف لباسهم، حياتهم وتقاليدهم.
كما تحدث الباحث عجمية عن الأمثال التي اختزلت حوادث الدهر أو موالاً حزيناً وأغنية تنضح بالألم وتفضح مؤامرات المستعمر.
وتطرق في محاضرته بالحديث عن البيادر المليئة بالحب والآمال التي تمتد حتى تتدفق من أسطحة البيوت الطينية والحنطة على البيدر التي لم تجف بعد.
لم يعد لشمس كانون التي كانت تبعث الدفء في الأجساد ذلك البريق الذي يدفع الصبايا للغناء مشبهين العروس بشمس كانون كقولهم (عروسنا يا عود الريحان… يا شمس كانون يا قمر نيساني).
حتى الأطفال لهم دورهم بأصواتهم وحكاياتهم وضحكاتهم وهم يجولون حارات القرية وزواريبها ويرددون (يا ربنا .. يا ربنا تبعت مطر لرزقنا ويرفقهم صوت الجدات زيدوا زيدوا يا أولاد).
وأضاف الباحث نبيل عجمية: حكايات الجدات ذهبت أدراج الرياح، غابت نجومها وقصص الأطفال يتجمعون في السهرات متربعين على حصيرتهم المطرزة بالألوان وقطع القماش ينظرون إلى الراوي وحركات يديه وملامح وجهه المؤثرة ينتظرون النهاية التي لا تنتهي مما تختزنه الذاكرة.
كما نوه الباحث إلى غياب صوت الراعي الجميل تناغيه الحبيبة التي فقدته تناشد البحر أن يعيده لها: أنا تروح ع البحر وعد موجاتو
قلو حبيبي عندك يا بحر هاتو
قلي حبيبك ما هو عندي.. شو فيه من علاماتو.
قلتلو التم خاتم دهب واللولو سنيناتو
واللي حرمني حبيبي.. ربي يحرمو دنياتو.
ويعمو عيونو… وعندي يوضعو دواتو.
أولئك الأجداد والآباء ومن سبقوهم الذين شغلهم كفاحهم في سبيل الحياة ومعاناتهم من ثقل الأحداث التي مرت بهم وظلم المستعمر والمستغل الذين سلبوهم حقوقهم واجب علينا أن نستذكرهم مخلدين ذكراهم.
يقول شاعر من قريتي: أعدني إلى قريتي وأعد لي بيتي… وأرضي وكرم الدوالي
هنالك يأتي المساء ندياً جليلاً.
وحين تجوع القرى يجيء إلى البراري بزوادة الجوع للفقراء.
أعدني إلى حضن جدتي… تدهن الخبز بالزيت لي في الصباح.
عظم الباحث فضل أولئك المعلمين الذين كانت مدرستهم الطبيعة ومنهجهم الأخلاق الحميدة وشعارهم الكد والعمل من أجل العيش ضمن دائرة الكرامة وتحت لواء الكسب الشريف، وليس حباً بامتلاك الدنيا.
آخر فقرة تحدث عنها: فلكلورنا إرثنا الذي وصل إلينا مختصراً ومعبراً عن ذوق الأجداد متضمناً حكمتهم وموعظتهم وتجاربهم وكل شيء بما يحيط بهم من معارف منثورة كحبوب القمح على امتداد الساحل من أضنة إلى فلسطين.
رحم الله شاعر العرب وهو يشدو:
يموج الناي في أغرودة فإذا الأقدام رجع وانتخاء.
يرجع الفن ويجثوا الشعراء إن في الأعين ومضاً ثائراً… انظر إليهم إنهم سعداء..

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار