الوحدة: ١٢-١-٢٠٢٤
من غلاء الأسمدة وارتفاع أجور فلاحة الأرض إلى أسعار البذار وبالعموم ارتفاع تكاليف المدخلات الزراعية ومستلزمات الإنتاج الزراعي، وخلق ظروف مستجدة دائماً هي عائق ٌأمام تسويق المنتج الزراعي شكلت بمجملها عوامل اضطرارية ليهجر المزراع أرضه باحثاً عن وسائل بديلة عن الأرض والتي باتت تشكل عبئاً للغالبية، فالبعض وجد ضالته في تربية المواشي ليعتبرها حلاً أمثل للتحايل على الظروف الاقتصادية القاسية وتأمين وضع معيشي أفضل والتي شكلت منذ القديم مصدر رزق أساسي لغالبية الأسر في وقت اقتصرت عليه زراعة الأرض لغرض الاكتفاء الذاتي والحاجةالبيتية.
من جهته المزارع أبو يزن قال بأن الأرض استنفذت قواه ومجهوده وأفلست جيوبه من مدخرات كان يأمل أن تعوضه عن خسارة موسم سابق ليصل لقناعة بأن الأرض باتت لا تجدي نفعاً، حيث أجرة دونم الفلاحة لوحده تجاوزت ال١٠٠ ألف ليرة ليتبعه سعر كيس السماد هذا إن وجد فارتأى أن يقتني عدة غنمات يستعيض بها عن زراعة الأرض معتبراً إياها طوق النجاة فيبيع منها الحليب ومشتقاته ويتاجر بمواليدها ويستفيد من مخلفاتها العضوية كسماد ليزرع قدر كفايته المنزلية دون التطرق لصعوبة الزراعة وتكاليفها الباهظة.
بينما يرى أبو باسل بأن أسعار الماشية تشهد ارتفاعاً مستمراً مما شجعه على اقتناء قطيع صغير من الماعز والغنم تكون له سنداً في رعاية عائلته خيراً من الأرض التي تقلص مردودها مع الزمن وما عاد قادراً على مزاولة أشغالها وإيفاء مستحقاتها.
أما أحد المربين والذي اضطر لهجر أرضه حسب ما ذكر لمسببات عدة أهمها غياب الدعم الحكومي عن المزارع إذ فرضت عليه الغائلة الاقتصادية معاناة جعلت من الصعب الاستمرار في الزراعة ، وأوضح بأن تربية المواشي لاتختلف كثيراً عن زراعة الأرض من حيث تدني المردود الاقتصادي ولكن رغم ما يعوق تربية الماشية من صعوبات إلا أنه مستمر فيها حيال أوضاع اقصادية صعبة للغاية حيث لاحظ ازدياد التوجه لتربية الماشية في ريفنا بعد تراجعها لعقود، مبيناً بأن تربية المواشي تعتبر في هذه الفترة الحرجة بديلاً مهماً لكثير من المزارعين فرضتها الحاجة الماسة للحصول على دخل ثابت.
ونوه مربٍ آخر بمعاناة تعرض لها أدت إلى خسارته عدة بقرات خلال فترة انتشار مرض الجدري الذي أصاب الأبقار وحاق بالمزارعين خسارات كبيرة، هذه الخسارة حسب مايفيد كانت كفيلة بأن تأخذه بعيداً عن فكرة تربية المواشي بصعوباتها وما لها من أوجاع متمثلة بغياب الدعم الحكومي عنها من حيث صعوبة الحصول على الأعلاف وتوابعها من مقتضيات تربية المواشي، موضحاً بأن أبقاره ذهبت ضحية جهل وقلة خبرة باستخدام لقاح جدري الأبقار فاتجه لتربية الماعز والأغنام، ولفت المربي المذكور بأن سوق البيع واقف في هذه الأيام فمع ارتفاع أسعار الذبائح تنخفض القدرة الشرائية لتصل بالنتيجة إلى المستهلك، الهدف الأول والأخير في معادلة البيع وهو بطبيعة الحال انعدمت لديه القدرة الشرائية للحوم المُغيبة وحتى الحليب ومشتقاته عن مائدته ليؤثر ذلك على سوق تصريف الماشية.
نجود سقور
تصفح المزيد..