الوحدة : 10-1-2024
أقام المركز الثقافي العربي في بيت ياشوط محاضرة بعنوان (الشعر الشعبي والأغنية التراثية في الساحل السوري) قدمتها التربوية امتثال أحمد.
بدأت المحاضرة بقول الكاتب البولوني الشهير فريدريك شوبان: الفن الحقيقي هو الذي ينبع من روح الوطن وروح الوطن هي شعبه.
وتحدث عن الشعر الشعبي أنه أحد الإبداعات الفكرية والثقافية والأدبية والاجتماعية لأية أمة من الأمم وهو حامل أفراحه و أتراحه.. همومه وٱلامه.. ثقافته وفكره وعقائده شأنه بذلك شأن النحت والرسم والموسيقى والفلسفة والعلوم الأخرى.
كما ذكرت بساطة هذا الشعر وعفويته وشفافيته وسهولة ألفاظه وبعده عن التعقيد، وأن الأغنية الشعبية هي أكثر ألوان الغناء التصاقاً بالناس لكنها لم تلق الاهتمام المطلوب وتُركت عرضة للتشويه والاقتباس الممسوخ البعيد عن الأصالة.
كما نوهت الأستاذة امتثال إلى أن الإنسان منذ وجد على هذه الأرض وحياته مثقلة بالهموم والمتاعب فكان الغناء هو الملاذ والملجأ وهذا يؤكد أن الغناء وجد مع وجود الإنسان وأشهر من كتب عن الغناء والمغنين أبو الفرج الأصفهاني في كتابه/الأغاني/الذي يقع في عشرين جزءاً.
وأضافت: إن لبعض المغنين آلاف الألحان مثل إبراهيم الموصللي وابنه اسحاق وابن جامع وابن سريج، وأسماء الكثير من المغنين ك طويس ومعبد وعزة الميلاء ودنانير وحبابة وإبراهيم بن المهدي و أخته عليّة.
وتناولت أغراض الشعر و الغناء الشعبي في الجبال الساحلية و جبال القلمون الغربية وجبال لبنان من غزل ومديح وفخر وهجاء ورثاء وحماس وحكمة وعتاب وعنتريات شعرية.
و أكثر ألوان الشعر الشعبي في الجبال الساحلية هي/الزجل/ ويتضمن العتابا والميجنا والمعنى والقرادي والقصيد.
واللون الثاني /الفروقة/ وتشمل السكابا والدلعونا واللالا واللونا و الموليا.
و قد ذكرت أمثلة على كل نوع ولون مع أداء لبعض هذه الأغاني التراثية وسط تفاعل جميل من الحضور، وختمت بأن هذا التراث الفني الرائع قد أُهمل في سورية إهمالاً شبه تام، أما في لبنان فقد لاقى الكثير من الاهتمام وكتب عنه الكثير من الأدباء ك/جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وأمين نخلة ومارون عبود وسعيد عقل وغيرهم.
وأخيراً ذكرت ما كتبه الكاتب الكبير ميخائيل نعيمة في كتابه /المراحل/:
إن مثقال ذرة من هذا الشعر البسيط الصادر من القلب يوازي قنطاراً من الأبيات المرصوصة الكاملة بأوزانها وقوافيها التي يُتحفنا بها الشعراء كل يوم.
معينة أحمد جرعة