الوحدة:7-1-2024
أقام قصر الثقافة في بانياس بالتعاون مع منتدى بانياس الثقافي محاضرة بعنوان “الثقافة والمثقف والمجتمع” قدمها الأستاذ خالد حيدر، وقال فيها: سنلقي الضوء على مسألة الثقافة وهي مسألة ملازمة للمجتمع الإنساني منذ أقدم العصور ومهما تنوعت وتعددت التعاريف تبقى قاصرة عن إعطاء هذا المفهوم حقه في التعريف، فالمثقف هو أكثر الناس قدرة على إثارة الأسئلة والنقد وكم المعلومات لا يخلق مثقفاً لأن الأصل هو استثمار المعلومات وليس حفظها، والثقافة بما تمثل من إنجازات مادية وعادات وتقاليد ودين وأدب وفنون وموسيقى لها أهمية في دراسة هذه الظاهرة ولكن الأمر الذي ألقينا الضوء عليه اليوم هو واقع المثقف في المجتمع وواقع الثقافة في عالمنا الذي دخل عصر العولمة منذ أكثر من عقدين من الزمن مع ثورة الاتصالات والعولمة وغيرها، ومع ذلك هناك تحديات كبيرة جداً تواجه الثقافة الوطنية تحديداً وبالتالي تواجه الهوية الوطنية، موقع المثقف اليوم في كل المجتمعات يزداد اغتراباً بسبب وعيه السابق عن وعي المجتمع فلا يشعر بالرضا على ما يعانيه المجتمع وبالمقابل لا يستطيع أن ينهض بالمجتمع بزمن قياسي لأن الزمن عامل مهم جداً، لذلك تبقى ظاهرة الاغتراب مرافقة للمثقف وخاصة في البلدان التي لم تنجز مدنياً ولا ديمقراطياً ولا سياسياً، ونوه الأستاذ خالد أن مشكلة الثقافة والمثقف إشكالية مجتمعية لم يستطع المجتمع الإنساني حلها حتى الآن، أيضاً تحدث عن الظواهر التي ترافق المثقفين وخاصة في المجتمعات النامية وأهمها النرجسية – وقد ذكر ذلك قبل أيام رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية أن الغالبية الساحقة من المثقفين يعانون من النرجسية التي تجعل المثقف يعاني من عدة اغترابات حيث أن ما يعتقد أنه هو المشهد الكامل المثالي الذي يجب أن يكون عليه المجتمع ويعتقد أنه يحتكر هذه الحقيقة.
وأكد أن الثقافة هدفها الحقيقي هوالواقعية وتكريس ما يؤسس للوعي وزيادته وهنا لابد من وجود التنمية الثقافية وهي الانتقال بالمجتمع من حالة إلى حالة أفضل وهذا ما يقوم به المثقف.
وتابع حديثه قائلاً: لا يمكن أن يقوم المثقف بدوره من دون حرية أو من دون مصدر رزق وخاصة في مرحلة المنعطفات الحادة التي تمر بها المجتمعات، علماً أن دور المثقف خطير فمن أسوأ ما أصاب شريحة المثقفين اعتقادهم اليقيني أن أي معارض للسلطة هو ملاك وهذه من أكثر المسائل التي أساءت فيها للمجتمعات، فالمثقف الذي يعتقد بأنه قادر على التنوير يجب أن يعلم أن الأمر ليس بهذه السهولة لكن بالمقابل سقوط المثقف له تداعيات وآثار خطيرة على المجتمع وقد شهدت الساحة السورية والعربية سقوط عدد من المثقفين.
رنا ياسين غانم