الوحدة: ٣١-١٢-٢٠٢٣
يحكون عن التحضير لرأس سنة جديدة لقلوب أتعبتها أوجاع الحياة وأنهك عزيمة صبرها اليأس.
هي محاولات بائسة تعصف بالتحضير لرأس السنة لخلق نوع من السعادة الوهمية المصطنعة، لعل وعسى ينكسر اليأس المزروع في قلب كل فرد وعائلة وسط واقع أفرزته معطيات الحالة الاقتصادية المتأزمة وعزز من بؤسه الجشع واقتناص كل فرصة لرفع الأسعار واضطهاد الناس التي تتحمل من ارتفاع أسعار وغلاء مواد وفرض ضرائب،
فعندما أراد البعض المحاولة أن يعيش هو وأسرته بعضاً من السعادة، كانت الصدمة بأن كان سعر أي مكون لسهرة بسيطة بالآلاف المؤلفة، فإن اقتصر رب الأسرة على شراء قطعة دجاج واحدة و القليل من البندورة والبطاطا و ” نقرشات” بسيطة للسهرة، وإذا فكر بأن يفرح الأولاد بشيء يدخل البهجة على قلوبهم المتعبة وروحهم الجائعة للبهجة سيتعرض لخيبة مادية وصدمة توغل ضرباتها في الراتب الهزيل وسترتفع قائمة الديون عالياً.
كثير ممن التقيناهم عبروا عن قلة حيلتهم إزاء أي عيد أو ما شابه، معتبرين أن فترة الأعياد أيام كغيرها في محاولة منهم لتغطية ما يجيش في النفس من ألم خشية أن تفضح الدموع ما تخفيه الروح مكتفين بعبارة الحمد لله على كل شيء، والمهم عندهم أنهم قادرون على كفاف يومهم ولو بالحد الأدنى، أما الأعياد والاحتفاء بها فقد نسوها والبعض الآخر اكتفى بالقليل ليعيش اللحظة والسعادة العابرة مع عائلته ويفرح أطفاله في محاولات يائسة ولو بشيء زهيد وبمظاهر بسيطة، فأبو أحمد شد العزيمة مصطحباً عدة صيده (وينك يابحر) ليكمل ساخراً حتى البحر بخل علينا وما جاد غير (بكم سمكة) ليضيف: كنا نريد أن نفرح قلب الأولاد، وكذا يونس اشتغل عاملاً بالأجرة هنا وهناك وغيره كثر وفقط لخلق ما استطاعوا إلى السعادة سبيلا في سهرة رأس السنة.
قد يقول قائل مع كل هذا الغلاء تجد حجوزات منتهية، نقول لهم هذه لها ناسها، ونقول أيضاً كم تكلف البعض واستدان أو ادخر ليعيش حالة اجتماعية ما لن نحدد وصفها وتوصيفها.
بالنهاية هي محاولات لخلق فرص وحالات لعيش سعادة عابرة وسهرة عامرة لتوديع سنة ميزتها حزمة كوارث (جنون أسعار وزلزال وحرائق للتفاؤل بقدوم سنة قد تكون أحلى)
تعقيب صغير:
الأمم المتحدة حددت يوماً عالمياً للسعاة في ٢٠ آذار اعترافاً منها بأهمية السعادة والرفاه بوصفهما قيمتان عالميتان يتطلع إليهما البشر؟!.
نجود سقور
تصفح المزيد..