الوحدة 30-12-2023
عشية وداع سنة واستقبال أخرى، لم تعد حركة الزمن تبث حالات التفاؤل، ولم يعد توديع عام واستقبال آخر يوحي بأن القادم قد يمحو تلك التقلبات العنيفة التي قضمت كثيراً من الأحلام، وشكلت كابوساً على يومياتنا، فما عدنا نعرف كيف سنُبرمجُ حياتنا، أو نُخطط لأيامنا وسنواتنا.
وكما البشر، كذلك الدول، والحكومات، هي الأخرى كانت تبني على هذه القفزة في فضاء الزمن، وتعد خططها وبرامجَها، وأجنداتها الافتراضية ل 365 يوماً قادمة..
ترى ماذا عن خططنا نحن، وما هي أجنداتنا، وماذا عن تقييم ما حققناه خلال عام رحل؟
* ترى هل لدينا الجواب الكافي والشافي عن مدى فاعلية قبضة الرقابة في ضبط الأسواق وفلتان الأسعار؟
* وهل راجعنا سلم الرواتب و الأجور، التي لم تعد تسدّ الحدود الدنيا من احتياجات ومصاريف عائلة ومتطلباتها؟
* وماذا سنجترح من حلول لمأساة الإيجارات الكارثية، التي قفزت إلى 400 أو 600 ألف ومليون وأكثر، بما يفوق طاقة أي مواطن”موظف”، يُفكر في إيواء أسرته ببيت مستأجر، بعدما صار سكن (التمليك) ضرباً من الخيال!!
* ثم ماذا عن الخدمات المتعارف عليها، والمنتظر تأمينها، من (تزفيت الشوارع، وإصلاح الأرصفة، والصرف الصحي، والحدائق، والمدارس، وكذلك مياه الشرب، ومياه السقاية، والكهرباء، والهاتف الثابت، والمحمول، والأدوية، والنقل، والمواصلات، والبنزين، والغاز، والمازوت، والخبز، والأعلاف، والأسمدة، والبيض، واللحوم، وزيت الزيتون…)، هل كانت هذه الخدمات وسواها على مايرام؟ قطعاً (لا)، وبالخط العريض !!!!
* هل سنعمل على ضبط هجرة الطاقات البشرية العلمية الشبابية، والحدّ منها، إلى الخارج، وقد وصل عددُهم، فقط في ألمانيا على سبيل المثال، إلى ما لايقل عن مليون ونصف المليون شاب متعلم، ونحن البلد الأحوج لكلّ هؤلاء في إعادة البناء والإعمار؟
كل هذه العناوين تحتاج إلى حلول جذرية، وإلى إرادة فولاذية، وقرارات لا تقبل التأويل، فقد شهد عامنا المنصرم انتكاسات كبيرة على المستوى المعيشي، وتحمل المواطن أعباء “تكسر الظهر”، ولم يحظ بأي قرار يساهم في تحسين وضعه المعيشي، بل شهد نشاطات تعاند رغبته وحاجته، وتحجم آماله وتطلعاته..
سننتظر مع المنتظرين عام ٢٠٢٤، لعلنا جميعاً نلمس بوارق الأمل ببرامج وخطط تبشر بمستقبل أفضل.
رنا رئيف عمران