الوحدة:28-12-2023
اللاذقية-سانا
بمناسبة الذكرى الـ 72 لعيد الشجرة وتحت عنوان “غاباتنا أمانة.. فلنحافظ عليها” أقيم في موقع بيت زنتوت بريف القرداحة في محافظة اللاذقية اليوم احتفال مركزي مع إطلاق حملات التشجير الوطنية، بحضور رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس ووزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا ومحافظي اللاذقية وحماة وطرطوس وعدد من رؤساء المنظمات والاتحادات.
وشارك في حملة التشجير بالموقع، فعاليات أهلية وشعبية وشبابية تطوعية وحزبية وجمعيات وعاملون في المؤسسات والجهات الحكومية، بالتعاون مع كوادر مديرية الزراعة تم من خلالها زراعة حوالي 10 آلاف غرسة متنوعة وخاصة من أنواع الغار والصنوبر والسنديان والخرنوب على مساحة 15 هكتاراً.
وفي كلمته خلال الاحتفال، أعلن رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة، وبتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد، قررت تمويل إنتاج وتوزيع 250 ألف غرسة مجانية من خارج خطة وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي للعام 2024، داعياً في الوقت نفسه الشركاء الوطنيين إلى اتخاذ المبادرات الممكنة للتوسع في تربية الأشجار، للحفاظ على بيئة سليمة ومعافاة للأجيال القادمة، وبما يسهم بشكل فاعلٍ في تحقيق أهداف ومؤشرات التنمية المستدامة والمتوازنة.
وأشار إلى مضامين وأبعاد عيد الشجرة والمكانة السامية لها في المجالات البيئية والطبيعية والاقتصادية والاجتماعية، والمسؤولية المجتمعية للعناية بالشجرة والتشجير فضلاً عما تمثله من ثقافة وطنية وليست مجرد وظيفة تقليدية، مؤكدا أن الاحتفال بعيد الشجرة يأتي من حرصنا في سورية على المشاركة في الجهود العالمية والدولية الهادفة إلى حمايتها والاعتناء بها، والسعي لتوسيع انتشارها لما تحمله من قيمٍ بيئيةٍ واقتصادية واجتماعية وجمالية للحضارة الإنسانية بمجملها.
وقال المهندس عرنوس: “لا يقتصر الاحتفال بعيد الشجرة على أهمية البعد المادي للغطاء النباتي ، فهي تتعلق أيضاً بسلامة البيئة، ووحدة الأهداف الإنسانية في مواجهة مخاطر الطبيعة، والحرص المشترك على تسخير كافة المقومات لما فيه خير الإنسانية جمعاء”، مضيفاً أن سورية كانت سباقة للمشاركة في الجهود والمبادرات الدولية الرامية لتعزيز خدمة الإنسانية، وتحقيق مؤشرات التنمية المستدامة، بأبعادها المختلفة لجيلنا الحالي وللأجيال المستقبلية.
واعتبر المهندس عرنوس أن مناسبة عيد الشجرة هي بالنسبة لنا ممارسة مسؤولة تجاه الشجرة ورعايتها وحمايتها والتوسع في غطائها، وليست مجرد احتفالٍ تكريمي عاطفي لها، وكلّنا ثقة أننا نتشارك جميعاً هذا الاهتمام، وقال: “نحن في سورية ورغم الظروف القاسية والصعبة التي نمر بها في مواجهة الإرهاب العالمي وداعميه، فإننا عازمون على المضي قُدماً لزرع الحياة بدل الموت، والتشجير بدل الحرائق والقطع، والازدهار بدل الخراب، والسلام بدل الحرب”.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي والجهات الحكومية بشكل عام في دعم التشجير من خلال منح عشرات ومئات آلاف الغراس الحراجية والمثمرة مجاناً، وإنفاق عشرات مليارات الليرات السورية في سبيل استصلاح الأراضي وزراعتها، وإعادة تأهيل الأراضي التي تعرضت للحرائق الطبيعية أو المفتعلة، وإعادة تشجيرها، كما تم تعويض الفلاحين وأصحاب الملكيات عن الخسائر التي تعرضت لها ممتلكاتهم الزراعية الشجرية، منوهاً بجهود الشركاء الوطنيين في إدارة هذا الملف الصعب من اتحاد الفلاحين واتحاد غرف الزراعة السورية والأمانة السورية للتنمية والمجتمع الأهلي والمحلي، وكذلك من المنظمات الدولية وشركاء التعاون الدولي.
ودعا المهندس حسين عرنوس الجميع إلى تحمل المسؤوليات للاستثمار الأمثل لما توفره الطبيعة في بلدنا وتحويلها إلى فرصة حقيقية للتنمية والجمال، مؤكداً أن الحكومة ستواصل جهودها الحثيثة لمتابعة برامج دعم الشجرة والتشجير.
بدوره أشار وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا إلى أهمية القانون الخاص بالحراج والذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد في تنظيم إدارة المناطق الحراجية وتنفيذ المشاريع التي تحقق زيادة المساحات والحفاظ عليها ومنع التعديات.
واعتبر الوزير قطنا أن حملات التشجير الوطنية التي أطلقتها الوزارة تجسد إصرار الدولة على ضرورة إعادة تحريج المواقع الحراجية المحروقة والمتدهورة وزيادة رقعة المساحات الخضراء، لافتاً إلى أن الوزارة أطلقت خلال الفترة الممتدة من 1-11-2023 ولغاية 31-3-2024 العديد من حملات التشجير بهدف زراعة 4 ملايين شجرة حراجية.
وفي تصريح للصحفيين أوضح الوزير قطنا أن خطط الوزارة تركز على استصلاح الأراضي الحراجية وتوفير الغراس المثمرة والحراجية والمثمرة الحراجية مثل الكستناء والخرنوب.
من جهته أكد محافظ اللاذقية المهندس عامر هلال في كلمته أن اختيار محافظة اللاذقية لإقامة الاحتفال المركزي بعيد الشجرة هو تكريم لجهود الفلاحين والعاملين في هذا المجال وفي المجالس المحلية واتحاد الفلاحين ومديرية البيئة والجمعيات الأهلية والمنظمات الشعبية، وخاصة الجهود التي قام بها الشباب من اتحاد الطلبة والشبيبة وجميع المبادرات التطوعية في مواجهة الحرائق وفي عمليات التشجير وإعادة اللون الأخضر إلى أراضينا وغاباتنا.
في حين تحدث مدير المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” الدكتور نصر الدين العبيد في كلمته عن الغابات ودورها الأساسي في مواجهة التغيرات المناخية والحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع الحيوي بشقيه النباتي والحيواني، لافتاً إلى أن المركز نفذ عدداً من المشاريع في محافظة اللاذقية وبينها محطة بوقا لإنتاج غراس الأشجار المثمرة ومحطة السن لإنتاج النباتات الطبية والعطرية إضافة إلى إنشاء 6 سدّات مائية وسيتم البدء بتنفيذ مشروعين لحصاد المياه على أسطح المنازل في قريتي بسوت والمركية.
مدير الحراج في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور علي ثابت دعا للمشاركة بحملات التشجير الأربع التي أطلقتها الوزارة لزيادة المساحات الخضراء وتعويض الفاقد إثر الحرائق في السنوات الماضية، مشيراً إلى أن المساحة المخصصة لعيد الشجرة المركزي هي 15 هكتاراً لزراعة نحو 10 آلاف غرسة حراجية.
كما تم على هامش الاحتفال بعيد الشجرة افتتاح معرض لمنتجات المرأة الريفية وأنواع الغراس المنتجة في مشاتل مديرية الزراعة، حيث بينت المهندسة رباب وردة رئيسة دائرة التنمية الريفية في مديرية الزراعة باللاذقية في تصريح لمراسل سانا أن المعرض يحتوي على وحدات تصنيع غذائي ونباتات طبية وعطرية وأعمال يدوية ومشاركات حية من تقطير وحياكة.
بدوره أشار عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية الدكتور يوسف شاهين إلى أن المكتب أطلق برنامجاً لتشجير المناطق المتضررة من الحرائق في المحافظات كافة وتمكن بالتنسيق مع وزارة الزراعة من إشراك 3 آلاف متطوع عبر فروعه المنتشرة في المحافظات للوصول إلى غرس أكثر من 30 ألف غرسة تنوعت بين الحراجية والمثمرة في كل المناطق، بالإضافة لتنفيذ جلسات رفع الوعي للمجتمعات المحلية بضرورة الحفاظ والاستثمار الآمن للغابات والمحميات الطبيعية.
حضر الاحتفال المركزي وشارك في حملة التشجير محافظا حماة وطرطوس، وعدد من رؤساء المنظمات والاتحادات، وأمينا فرعي حزب البعث العربي الاشتراكي في اللاذقية وطرطوس ورئيس جامعة تشرين وأعضاء المكتب التنفيذي في المحافظة والاتحاد العام للفلاحين وقيادة فرع الحزب.