الوحدة:26-12-2023
في ظل الأوضاع الراهنة من قسوة وضغوط على جميع الجوانب الحياتية، باتت الأعياد والمناسبات وبالاً وكابوساً حقيقياً يمزّق كيان ومشاعر غالبية الأسر، فالأسعار التي تطال كافّة السلع (بدون استثناء) تتمدّد بالعدوى على مدار اليوم بدون رادع، وهذه المتلازمة (الغلاء) هي عبارة عن تمثيلية أزلية كانت تلاحق مواسم الأعياد والمناسبات باستمرار، فهي ليست وليدة الّلحظة، والمفارقة المُحزنة أن الأوضاع المعيشية قبل هذا العقد (الأسود) كانت مقبولة نوعاً ما، إذ أن الرواتب والمعاشات كانت تجابه لوائح الأسعار المزاجية خلال الأعياد، ومبرّرات الجهات المعنية بالاقتصاد جاهزة – في تلك الأثناء لم يكن هناك ضغوط أو حرب وحصار مُطبق.
ويُعتبر المرور داخل أسواق اليوم كمن يتلطّى خلف ساتر ترابي على جبهة مستعرة، مرصودة من قِبل قناصي المناسبات مُستهدفي الجيوب الشهرية، فعلى ميادين الّلحوم، قصف عشوائي، بعيداً عن هدنة أو فصل، فكان التقدّم والارتفاع أقسى على محور لحوم البحر، فأصاب أرقاماً كبيرة، وسجل سمك السلطاني ١٣٠ ألف ل.س، والفريدة ١٧٠ ألف ل.س، والسفرني ١٤٠ ألف، وغريبة شواطئنا الدائمة ٦٠ ألف ل.س !!..
وعلى الجبهة الخضراء، ارتفاعات متتالية على عُمومها، فالبندورة والبطاطا أقلعوا من حدود ٧ آلاف ليرة (حالياً)، وأصاب الورقيات والبصل وكذلك الثوم جنوناً آخر لا يمكن تفسيره، والحديث عن الفاكهة اختصره التفاح، ابن بلدنا العزيز متجاوزاً كافّة الأعراف ناكراً العيش المشترك، لتبقى الحمضيات الدافئة النافعة، سيّدة الميادين والأسواق، فهي السند والمدد لجميع العائلات، أسعارها متواضعة تشبه جيوب أصحابها، أبناء القهر في التسويق والبيع .. هناك نوع من الحلويات يُصنع من البرتقال، يسمى (بالوظة) سهلة التحضير وتقي الكثيرين شر الأسعار وغصّة ارتفاعها.
للتذكير فقط، إضافة ٥٠٠ ل.س لكل باكيت دخان وطني؟!.
سليمان حسين