رئيس بلدية القنية: ضيعتُنا (المحتلّة) لاتفارق أحلامَ أمّي (التسعينية)

الوحدة:21- 12- 2023
يوسف صايغ رئيس مجلس بلدية (القنية واليعقوبية وتوابعها)، قرى وادي العاصي التابعة لمحافظة إدلب، والتي ما زالت تحت سيطرة المسلحين، مع بداية الحرب لجأ مع أسرته إلى اللاذقية ومعهم أكثر من 200 عائلة..
يحكي لنا عن الصعوبات التي تعرّضوا لها، وعن حياتهم التي كانت في أفضل حالاتها قبل اندلاع الحرب، وكيف تبدّلت نحوَ الأسوأ، وما يقاسونه اليوم من صعوبات معيشية ضاغطة لم يعهدوها من قَبل، وعلى سبيل المثال كانت (منظمة الهلال الأحمر)  تقدّم لهم معونات غذائية، وتوقّفت منذ أكثرَ من سنتين..
وحالياً تحتضن كنيستنا، كنيسة اللاتين باللاذقية،  كما يقول لنا (أبو رئيف)  هذا العددَ الكبير من العائلات المهجّرة، وتساعدُهم في تقديم المعونات الغذائية، و في دفع قسط كبير من إيجارات المنازل، التي، بارتفاعاتها المتلاحقة والمخيفة، زادت من وجعهم، وألمهم، وغربتهم. فقد كان إيجار البيت في عام 2012 بين 10 و15 ألف ليرة، وحالياً بين 400 و 600 ألف ليرة، بالرغم من أنَّ غالبية الأسر (على قدّ الحال)..
ويستعيد شريط ذكرياته حين كان رئيساً لمجلس بلدية (القنية، واليعقوبية، وجديدة، والقادرية) وما قدّمه مِن خدمات في الصرف الصحي، وتعبيد الشوارع والمداخل الرئيسية للقرى التابعة له، ويشير إلى أنّ (الأميّة) قد انتهت في قريته ومنذ عقود، وحَمَلة الشهادات العليابالمئات..
وبالتوازي مع عمله في رئاسة البلدية كان يهتمّ بالزراعة، حيث تشتهر قريتُه بزراعة (الزيتون)، وكان يقوم بضمان مواسم بعض أقاربه ويستثمرها، وينتج منها ما لايقلّ عن 400 تنكة زيت..عدا موسم الأراضي التابعة لعائلته،
وذكّرنا بأن تنكة الزيت (16 كغ)، كان سعرُها في العام 2007 و 2008 لا يزيد عن 1500 ليرة سورية، وأنّ هناك عائلات تمتلك 6000 شجرة، وأخرى 4000 وهكذا..  و أمّا أجرة عامل (حواش الزيتون) فتكون 9 تنكات لصاحب الأرض والعاشرة للعامل، وكانت القرى كلها بأهاليها  خلية نشاط لاتهدأ، وكان الرزق وفيراً، ولم يكن هناك جائع، أو محتاج، ومعيشة الكلّ في بحبوبة وكرامة..
(أبو رئيف) لديه ثلاثة شبان، مهندس مدني، ومهندس زراعي، وطبيب أسنان، وهو نفسه خرّيج معهد زراعي من جامعة حلب عام 1978 قبل نهاية اللقاء قال لي:
سأضع في صدر أمي (التسعينية) التي تسكن معنا، وصورة القرية لاتفارقها ولاتغيب عن أحلامها،، سأضع في صدرها سلسلة فيها مفتاح دارنا الحديدي الكبير في قرية القنية، كي يذكّرها دوماً بالقرية التي قضت عمرَها فيها، وإنشاء الله ستتحرّر، وثقتنا بقيادتنا كبيرة، لأننا بالفعل عشنا ونعيش حرباً كونية متعدّدة الوجوه، وكبريات دول العالم تتصارع على أرضنا، لكن الحق لابدّ أن يعود إلى أصحابه، ولو بعد حين…

جورج إبراهيم شويط

تصفح المزيد..
آخر الأخبار