أين المجلس الأعلى للاستثمار من المشاريع السياحية المتعثرة في طرطوس؟!

الوحدة : 19-12-2023

لا زالت طرطوس بانتظار قرارات المجلس الأعلى للاستثمار الذي حل محل المجلس الأعلى للسياحة قبل سنوات قليلة لإعادة تقييم عوائد المدينة والبت بواقع المشاريع المتعثرة على نظام Bot، ولمدد تصل ل٤٥ عاماً لبعضها، حيث أنه ورغم كل التسهيلات والإعفاءات من الرسوم التي طالتها، إلا أن الكثير منها لم يتقدم قيد أنملة واحدة كمشروع مارينا الذي تم التعاقد عليه في عام ٢٠١٨ وما زالت مخططاته على الورق قيد التغيير والتعديل (مساحة المشروع ٨٠ ألف م٢ ويضم فندقاً ومدينة ألعاب مائية ونادي يخوت)، ونسبة المدينة في العقد ١٤% من الربح على ألا تقل عن ٦١٢ مليون ليرة سنوياً وتزداد كل ٥ سنوات بنسبة ٥% !! فيما دفع مستثمر جونادا ما عليه من مستحقات بقيمة ٥٠٠ مليون ل.س كسلفة للمدينة عن السنوات السابقة في عام ٢٠٢٠ إثر الاستثمار الجزئي الذي بدأ بعام ٢٠١٢، وكان هذا وجه الضيف كما يقولون بانتظار اجتماع الهيئة العامة وإقرار دفع المستحقات للمدينة حيث تطالب البلدية المستثمر حالياً بملياري ل.س تقريباً (للبلدية نسبة ٣٠% من الأرباح السنوية بموجب العقد)، علماً أن كافة المشاريع التي كانت متعثرة خلال سني الأزمة تم تبرير مدد تأخرها وتعثرها وأعطيت فرص جديدة للإقلاع عبر ملاحق عقود كمشروع أساس على الكورنيش البحري، ومشروع عمريت نهاية شاطىء الأحلام وانترادوس والمارينا .. فيما أدت الظروف الحالية من غياب للكهرباء والمحروقات وغيرها من الأسباب للمزيد من التأخر والتعثر، أما ميناء أرواد المزمع إقامته قرب شاطىء المنارة مقابل مشروع كونكورد (الفاضل) والذي يمتد على مساحة ٥٠ ألف م٢ فأيضاً لم يبصر النور، فيما تم إعادة تجهيز ملحق عقد لمشروع الفاضل قبل حوالي عامين مع زيادة بدل الاستثمار سابقاً ليصبح ١٠% من مجمل الأرباح على ألا يقل عن ٣٧٣ مليون ل.س سنوياً، ليبقى الإنجاز الأوحد يتمثل بهدم ٩٩ فيلا في الموقع عام ٢٠٠٨ وذلك قبل أن تستعمل ولو لمرة واحدة دون النظر لتكلفتها، لتبقى شاليهات الأحلام ال٣١٠ شامخة برسوم إشغال سنوية لا تعادل أجرة يومين في غرفة بالهوليدي بيتش !! وبعيداً عن جدل المصلحة العامة في حرمان المواطنين من كورنيشهم وبحرهم للاستثمار السياحي بحجة تأمين موارد للمدينة وتأمين فرص عمل وغيرها من الأسباب .. فستبدو كل هذه الحجج واهية إذا علمنا أن البلدية تعاني من ضعف الإمكانيات منذ سنوات طويلة، الأمر الذي أثر على جميع أعمال الصيانة وجودة الخدمات من نظافة إلى حال الطرقات والأرصفة وغيرها، إضافة لأن قانون الإدارة المحلية والقانون المالي الجديد للوحدات الإدارية لم يتح صلاحية لرئيس البلدية على تعيين عامل نظافة واحد في المدينة ؟! إلا أنه لا بد من الإشارة إلى إنجاز نسبة جيدة من مشروع مخيم عمريت للمستثمر (علي جديد) والذي يتضمن ٧٦ من الشاليهات في الجهة الغربية نفذ منها ٥٥ حالياً، ووحدات مبيت جاهزة بنسبة ٩٠% في الجهة الشرقية، كما تم تهذيب مجرى نهر الغمقة وتسويره في الموقع أيضاً، بوقت يستعد مجلس محافظة طرطوس لبدء مشروعه الاستثماري بعد موافقة البلدية على تخصيصه ب٢٥٠٠م٢ جنوب الكورنيش البحري أسوة بنادي المهندسين لتنفيذ صالة وقعدات بحرية ووحدات مبيت لاحقاً، بعقد استثمار حدد ب٩ سنوات وبرسوم سنوية تبدأ من ٤٣مليون و٦٠٠ ألف ل.س لتخضع لزيادة مئوية تصل ل١٠٠% في آخر ٣ سنوات من الاستثمار.

رنا الحمدان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار