مزارعو الحمضيات في ريف القرداحة يطالبون بتقدير حجم الأضرار وتعويضهم بعد عاصفة الأسبوع الماضي التي حولت مواسمهم إلى خراب
الوحدة:18-12-2023
عشرات الصور المحزنة لموسم الحمضيات الذي دُمّر بالكامل في قرى عين العروس وبني عيسى ورسيون وخربة أبو خسرف وغيرها من القرى الساحلية في ريف القرداحة، أرسلها لنا أصحاب البساتين ومزارعو الحمضيات في ريف القرداحة إثر تعرضها لعاصفة مطرية قوية الأسبوع الماضي، تخللها زخات من حبات البرد الكبيرة أتت على الموسم بكامله، يشكون من خلالها الإهمال واللامبالاة بتعبهم وجهدهم المتواصل لعام كامل.
وخلال لقاء بعض المزارعين والاستماع لحديثهم ورؤية الواقع على حقيقته يصمت الكلام وتعجز اللغة عن توصيف حالهم وما آل إليه تعبهم لعام كامل حيث يصف السيد عبد المنعم زيدان واقع البساتين التي لم تُقطف بعد وهي الغالبية في هذه القرى لعدم وجود أي بوادر جيدة للتسويق بالواقع المأساوي، لافتاً بأن كل الثمار التي بقيت على الأشجار أخذت حسابها من التلف وبأن خسارة المزارعين لاتعوض أبداً فتعب سنة كاملة ذهب أدراج الرياح، مؤكداً بأن كل أصناف القشريات صارت على الأرض نتيجة قوة العاصفة وكبر حبات البرد، متسائلاً أين دعم المزارع في كل مايجري له حيث لا أسمدة ولا تسويق ولا أي خطوة حقيقية على أرض الواقع لصالح المزارع الفقير؟
ويقول السيد أبو محمد: دارينا بساتيننا بهمتنا وسواعدنا ورموش عيوننا حين لم يُقدّم لنا أي دعم، أمّنّا لها ماء السقاية بكل صعوبة كون موسم الأمطار وتخزين السدود العام الماضي كان قليلاً جداً، واشترينا الأسمدة بشكل حر بمبالغ تهد الكاهل لعدم توفرها في المصارف الزراعية في أوقات التسميد في شهري تشرين الأول والثاني، مستغرباً كيف تتواجد بشكل حر ومتاحة في الأسواق للجميع ولا تتواجد في المصارف، ومتسائلاً عن أي دعم يتحدثون، وعن أي تسويق يناقشون؟ لافتاً بأنه حين جاء موسم الجني اختفت الشعارات التي تتغنى بالحمضيات واختفى دور السورية للتجارة وغزا الموز وأصناف أخرى غريبة من الفاكهة الأسواق بأسعار معقولة وكل هذا لمحاربة موسم الحمضيات المدعوم جداً فقط بالقرارات الورقية والاجتماعات المكثفة واللجان المشكّلة، لينتهي بنا الحال ومواسمنا بعد كل خساراتنا باتت على الأرض إثر عاصفة مطرية قوية هي الأخرى استكثرت علينا أن نجني بعض الرزق مما غرسناه وتعبنا كثيراً حتى وصلنا به إلى هذه المرحلة فالحمد لله على كل حال.
فيما يؤكد السيد يوسف بأنه يوم العاصفة خلال الأسبوع الماضي تحول المطر إلى حبات برد كبيرة أتت على الموسم بكامله، مؤكداً أن تعب عام كامل انتهى بلحظات ولم يبق للمزارعين سوى الحسرة والحزن على تعبهم ومواسمهم وإهمالهم من قبل المعنيين، وطالب بزيارة ميدانية إلى هذه البساتين وتسجيل حجم الأضرار وتقديم بعض التعويض لهؤلاء الذين خسروا كل شيء وكانوا قد أجلوا كل أحلامهم وأحلام عائلاتهم إلى حين جني الموسم.
وبالتواصل مع الأستاذ كاظم صقر رئيس الرابطة الفلاحية بالقرداحة أكد على كلام المزارعين وحاجتهم الضرورية للدعم، لافتاً إلى أن الضرر واضح جداً والخسارات كبيرة، منوهاً بأنه سيتم اتخاذ ما بوسعهم وخاصة بعد الجولة التي قاموا بها صباح اليوم الأحد بالتعاون بين الرابطة الفلاحية ودائرة زراعة القرداحة لإيصال صوت مزارعي الحمضيات وتعويضهم عن خساراتهم.
سناء ديب