التغيرات المناخية وأثرها على سورية… محاضرة في ثقافي بانياس

الوحدة: ١٥-١٣-٢٠٢٣
أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان (التغيرات المناخية وأثرها على سورية).، قدمها مدير الأرصاد الجوية في بانياس الأستاذ عهد اسمندر، قال فيها: في البداية لابد أن نتحدث عن مؤتمر الأطراف المعنية بالتغير المناخي كوب28 في دبي الذي كان له أهداف كبيرة وأهمها إنشاء صندوق خاص بالكوارث والأضرار الناتجة عن العواصف والفيضانات والجفاف حيث ستساهم الدول الغنية لصالح الدول الفقيرة المتأثرة بالتغيرات المناخية والصراعات، بالإضافة لمناقشة عدم التعامل مع الوقود الأحفوري فيما يخص الطاقة والاعتماد على الطاقة البديلة ومضاعفة هذا الأمر إلى حوالي ثلاثة أمثال في نهاية 2030، بوجود صراع كبير بين تيارين أحدهما مع والآخر ضد التيار الذي لا يؤيد هذه الفكرة بقيادة السعودية فيما يؤيد التيار الأوروبي انعدام التعامل بالوقود الأحفوري والاعتماد على الطاقة البديلة، ويعود سبب هذا الصراع الكبير إلى القرار الذي اتخذ في مؤتمر باريس عام 2015 بالحفاظ على الزيادة في متوسط درجة حرارة الأرض لتبقى أقل من 1.5 عن المتوسط العالمي لدرجة الحرارة والعمل على أن يكون هدفاً ثابتاً، بالإضافة لهدف المؤتمر والأمم المتحدة والأطراف الحفاظ على مستويات لا تصل إلى 1.5 كدرجة زيادة عن المتوسط لدرجة حرارة الهواء ما قبل العصر الصناعي الذي امتد من عام 1850 إلى عام 1900 والزيادة حتى الآن حوالي 1.4، ونوه اسمندر أن قسماً من العلماء اعتبر أن التغيرات سببها الشمس، وقسم آخر اعتبر أن الغازات الناتجة عن الوقود الأحفوري هي المسؤولة عن الاحترار العالمي كونها تمنع الأشعة الأرضية من الخروج من الغلاف الجوي وتجبرها على العودة مما يؤدي لزيادة في درجات الحرارة، وأصبح هناك قناعة تامة أن هذه الغازات هي المسؤولة عن الاحترار والتغيرات المناخية لذلك لابد من الحد من انبعاث هذه الغازات أو إعادتها إلى رقم صفر أي 250 جزءاُ بالمليون من جزيئات الهواء الجاف في الغلاف الجوي.
أما بالنسبة لسورية فقد بدأ الحديث عن التغيرات المناخية بعد عام 2000 ففي عام 1999 – 2000 كان هناك موجة جفاف قاسية جداً على سورية وخاصة على المناطق الشمالية والشمالية الشرقية ما أدى إلى انخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية، حيث قل الوارد المائي من نهر الفرات وأدى عدم استخدام الموارد المائية بشل أمثل إلى نزوح الأهالي نحو المدن، كذلك عام 2007 كان هناك انخفاض ملحوظ بالهطولات المطرية ثم عام 2013 – 2014 خلال فترة الحرب وكانت هذه الموجة مضاعفة بسبب الحروب وفي عام 2018 – 2019 كانت هطولات مطرية لم تشهدها سورية وخاصة في المناطق الساحلية، وأشار أنه منذ عام 1957 حتى 2018 – 2019 لم تشهد طرطوس مثل هذه الهطولات الغزيرة، كما شهدت سورية موسمين فيهما هطولات مطرية جداً 2018 – 2019 ولكنها بالمقابل شهدت صيفاً لاهباً في حزيران 2019 من خلال موجة حرارية استمرت لمدة عشرة أيام وبمعدل زيادة من 9 – 10 درجات وتعتبر أطول موجة خلال عشرين عاماً من حيث المدة والمعدل، وخلال صيف 2020 – 2021 كانت موجة جفاف هي الأقسى بالإضافة إلى الحرائق الكبيرة التي قضت على الغابات التي تعد عنصر جذب للرطوبة وللطقس المعتدل في المنطقة.
وأكد الأستاذ عهد أن كل ما سبق نعتبره تغيرات مناخية من موجة جفاف قاسية، هطولات مطرية غزيرة بأوقات قصيرة، تكرار العواصف الغبارية والتي تدل على تصحر المنطقة، وما شهدناه في الساحل السوري من الأعاصير البحرية أو التنين البحري حيث كانت أول مشاهدة مسجلة بعام 1994 بمعمل غزل جبلة بعدها سجلت في حمص وفي عام 2000 بدأت تتكرر كذلك في عام 2012 أصبحت أكثر تكراراً ومشكلتها أنها ذات قطر ضيق ولكن أضرارها كبيرة وآخر تنين كان في اللاذقية في حزيران 2019 كان مرعباً حيث كانت سرعة الرياح 140 كم لمدة 17 دقيقة وأدى إلى أضرار كبيرة.
وأشار إلى أننا لا نستطيع مواجهة التغيرات المناخية والحل الوحيد هو التكيف من خلال الزراعة المستدامة ويفترض أن يقوم التغيير بالتشاركية بين الحكومة والمجتمعات المحلية لعودة التوازن في الغابات ومنع حدوث الحرائق، بالإضافة إلى الاعتماد على الطاقة البديلة وهذا أصبح مشروعاً عالمياً،حيث يوجد هناك مبادرة تسعى لوضع العالم كله في عام 2027 تحت مرمى الإنذار المبكر وتوجيه إنذارات أن هذا الموسم سيكون فيه هطولات مطرية متميزة لتتوجه الحكومات والمجتمعات المحلية لاستثمار هذه المواسم بالشكل الأمثل، أخيراً لم نعد نعيش الفصول الأربعة للأسف باستثناء فصلي الصيف والشتاء.
رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار