الوحدة: ١٥-١٢-٢٠٢٣
يعتبر تقدير الإبداع والتميز عند الأطفال من الأمور الهامة التي يجب مراعاتها في التعامل مع الأطفال في المدارس والمنازل. فالأطفال يتمتعون بخيال وإبداع كبيرين، وإذا تم تشجيعهم على التعبير عن أفكارهم بحرية وإرشادهم بطريقة صحيحة، ستنتج عنهم مواهب وإنجازات مذهلة. ويمكن تحفيز الأطفال على الإبداع والتميز من خلال إكسابهم المهارات اللازمة لتنمية مواهبهم، مثل المهارات الفنية والرياضية واللغوية، وكذلك من خلال اطلاعهم على أنواع مختلفة من الفنون والثقافات. فالإبداع يعتبر مفتاحاً لنجاح الأطفال في المستقبل، ويجب على المجتمع بشكل عام تشجيعه ودعمه ليأخذ مكانة جيدة في حياة الأجيال القادمة.
وعن الإبداع والتميز ودورهما في تنمية الذات عند الأطفال، قامت العديد من الدراسات التربوية التي أكدت على أن تقدير الفكرة الإبداعية، واحترامها من قبل المدرسة والأسرة والمؤسسات المختصة بالطفولة وإعداد البيئة المناسبة للتعبير عن الأفكار الإبداعية لدى الأطفال، كلها أساسيات تساهم بشكل مباشر في تنمية وترسيخ هذا النوع من التفكير الإبداعي لديهم، و يؤكد الخبراء في المجالات التربوية بأنه يمكننا أن نعوِّد الطلاب على التفكير الإبداعي في المدارس منذ المرحلة الابتدائية من خلال توفر المعلم المبدع أولاً، ومن خلال المادة الدراسية الحديثة والحيوية، غير التقليدية ثانياً، مع الاهتمام بتوفير جميع الظروف البيئية الداعمة لذلك! وتشير هذه الدراسات إلى أن المربي أو المعلم يلعب دور الوسيط الإيجابي مابين المدرسة والأسرة، حيث ينقل للأسرة مدى إبداع طفلهم في جانب معين أو جوانب متعددة، وذلك على أمل التواصل والاستمرارية والدعم والمتابعة، كما أنه ينقل أيضاً لإدارة المدرسة إبداع طلابه ويوفر لهم الدعم المادي من ميزانية المدرسة والدعم المعنوي والتعزيز المناسب، والمدرسة كجهاز تربوي تكمل هذا الدور، من خلال تقديم المادة الدراسية والمقررات المتنوعة بصورة حديثة وجذابة.
في المقابل، نصادف على أرض الواقع ما يخالف هذه التوجيهات والنصائح التربوية وذلك من خلال اعتماد أسلوب التلقين والمطالبة بالواجبات المنزلية بطريقة تقليدية، وهنا يصبح المعلم ملقناً والطالب سلبياً، عليه أن يستمع ويحفظ، وتأتي الامتحانات الشهرية وامتحانات آخر العام الدراسي لتقيس هذا الحفظ!؟ إن هذا المسار يقتل الإبداع، ويعيق نمو التفكير لدى الطالب.
لذلك فإن الدراسات التربوية تركز في نتائجها وتوصياتها على الطرق الحديثة والمهمة جداً لاكتشاف الإبداع عند الطلاب وذلك باستخدام طريقة الكتابة الإبداعية كوسيلة للتواصل بين طرفي العملية التدريسية، فالطلاب سوف يبدعون إذا توفرت لهم الفرصة للإبداع، وعندما يرتقوا بقدرتهم التفكيرية والإبداعية، علينا أن نؤمن أولاً بإمكانياتهم، ومن ثم إعطاء الفرصة لهم كي يحققوا أنفسهم، وبعدها سنرى النتائج الإيجابية تتحقق في مسيرتهم الدراسية ومواقفهم الحياتية كطلاب مبدعين ومتميزين.
فدوى مقوص
تصفح المزيد..