الوحدة: 14-12-2023
مع حلول فصل الشتاء يعود للواجهة مجدداً الحديث عن نقص مستلزمات التدفئة ، فشتاء هذا العام يشبه غيره من شتاءات السنوات الماضية الصعبة ، ومشكلة انعدام التدفئة تتكرر كل عام مع ارتفاع الأسعار وانعدام متطلباتها ، وقد باتت خيارات التدفئة صعبة جداً وغير متاحة للجميع نظراً لارتفاع الأسعار الذي طال كافة مستلزماتها ابتداءً من المدفأة ونهاية بالحطب والمحروقات لتتزايد الأعباء على الأهالي وسط تردي الأوضاع وتكاليف المعيشة بشكل عام، حتى أن الحطب لم يعد الحصول عليه بالأمر السهل فسعر طن الحطب هذا العام وصل إلى أسعار فلكية إذ تحول طيلة الأشهر الماضية إلى سلعة نادرة تخضع للسوق السوداء ليتجاوز ال ٢ مليون ل.س وما فوق ما جعل استخدامه كوسيلة للتدفئة أمراً مستحيلاً لأغلبية العائلات، فالكثير من العائلات هذا العام تبحث وبطرق مختلفة عن وسائل أخرى للتدفئة كالتمز والعرجون والفحم، والبعض الآخر لا تتعدى التدفئة لديهم في أغلب الأوقات سوى بطانية، كما أن المازوت الذي يعتبر المادة الأساسية للتدفئة غير متوفر، فحتى الآن لم تحصل عليه الكثير من العائلات بعد أن قطعوا الأمل وتبددت أحلامهم بأن تأتيهم رسالة المازوت المخصص للتدفئة. وبات هاجس المواطن مع بداية فصل الشتاء يتمحور حول كيفية تأمينه ، ناهيك عن أن الكثير ممن تم تبليغهم برسالة نصية للمازوت لم يتمكنوا من تأمين المبلغ لشرائه فاضطروا لبيعه مباشرة دون الاستفادة منه ، ومنهم من رُفع الدعم عنهم فاضطروا لشراء المازوت بطرق متعددة إذا أتيحت لهم الفرصة، علماً أن المادة متوفرة في السوق السوداء ولكن بأسعار خيالية، وحقيقة الأمر لاتبدو وسائل التدفئة البديلة متوفرة لارتفاع أسعارها بالأسواق، وقد أكد العديد من المواطنين عجزهم عن تأمين أي وسيلة تدفئة لمواجهة برد الشتاء، وعلى حد قولهم بأنه لا يبدو التقنين الكهربائي وحده ما يحول دون التدفئة هذا الشتاء بين الكثير من العائلات، فشراء المدافئ أصبح من المستحيل لارتفاع أسعارها الجنونية والتي أصبحت حلماً لدى الكثير من المواطنين، لاسيما بأن القوة الشرائية بالنسبة للرواتب في انخفاض مستمر قياساً بالغلاء اليومي الفاحش الذي تشهده معظم السلع، ووسائل التدفئة كغيرها من السلع الأخرى شهدت ارتفاعاً غير مسبوق هذا العام.
بثينه منى