في غياب التدفئة ولهيب أسعارها.. المواطنون يتحايلون على البرد

الوحدة: 14-12-2023

يبدو أن أمل السوريين في الحصول على شتاء دافئ يتبدد عاماً بعد عام، فبعد أن كان السوريون ينعمون في سنوات سابقة وليست ببعيدة بمختلف أنواع الدفء أصبحوا الآن يحلمون بالقليل منه فقط وليس بكامله، وذلك بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار وسائل التدفئة بمختلف أشكالها سواء كانت (مازوت – كهرباء – حطب – غاز) فالمازوت المدعوم ارتفع هذا العام لأكثر من ضعفي سعره في العام الماضي والذي كان اللتر الواحد منه (٧٠٠) ل.س أما هذا العام فقد أصبح سعر اللتر ( ٢٠٠٠) ل.س، وبقيت الكمية هي نفسها (٥٠ لتراً) وأصبح سعرها (١٠٥٠٠٠) ل.س مع أجور النقل، أي أكثر من نصف الراتب الشهري للموظف، أما المازوت الحر فسعر اللتر منه (١١٠٠٠) ليرة لمن استطاع إليه سبيلاً، في حين تغيب الكهرباء كالعادة بسبب التقنين بحيث لا تتجاوز مدة وصلها الساعة، الأمر الذي يجعل الدفء مقروناً بثلاث ساعات فقط خلال (٢٤) ساعة، أما الغاز والذي حدد سعر المدعوم منه ب(١٥٠٠٠) ل.س بدون أجور نقل ومدة استلام أسطوانة الغاز قد تصل إلى أكثر من ٦٠ يوماً والغاز الحر (٧٥٠٠٠) ل.س أما سعر الغاز في السوق السوداء فيتراوح بين ال (٨٥٠٠٠ – ٢٠٠٠٠٠) ل.س، ليكون من الصعوبة على شريحة كبيرة من المواطنين استعمال هذه المادة للتدفئة.
وفي سابقة لم تسجل من قبل يتربع الحطب على عرش ارتفاع أسعار مواد التدفئة، والذي أصبح الطلب عليه متزايداً في السنوات الأخيرة وذلك لقلة المحروقات وعدم توفرها، فإذا كانت وزارة الزراعة قد حددت سعر طن الحطب للتدفئة لدى مراكزها ب (٥٠٠٠٠٠) ل.س ويباع على البطاقة العائلية حسب الكميات المتوفرة وبعد تقديم طلب في مبنى مديرية الزراعة إلا أن التجار والقطاع الخاص ممن يبيعون حطب التدفئة كان لهم سعراً خيالياً آخر، إذ وصل سعر طن الحطب بحده الأعلى إلى أكثر من ( ٣٠٠٠٠٠٠) ل. س وتتفاوت الأسعار من مكان إلى آخر إذ أن الحطب الأكثر طلباً للتدفئة هو حطب الليمون يليه الزيتون والصنوبر ثم السنديان، ويبدأ سعر الطن من مليون ومافوق.
في ظل هذا الارتفاع الجنوني لأسعار مواد التدفئة وانخفاض القيمة الشرائية لذوي الدخل المحدود لا بد من التساؤل كيف يقي هؤلاء عائلاتهم برد الشتاء؟
يقول أبو محمد بعد حصولي على ٥٠ لتراً من المازوت قررت عدم استخدام المدفأة إلا عند الساعة السادسة والنصف مساءً بعد أن تجتمع العائلة وحتى الساعة التاسعة كي نستطيع استغلال كمية المازوت لدينا لتكفينا أكبر مدة ممكنة في حال اشتداد البرد، وعند انتهاء كمية المازوت لدينا سأحول المدفأة إلى العمل على الحطب الذي جمعته من هنا وهناك تحسباً.

في حين لا يستطيع محمود غير الموظف تأمين وسيلة دفء لعائلته سوى من الألبسة والبطانيات الموجودة لديهم في المنزل وتشغيل مدفأة تعمل على الكهرباء في ساعة وصل الكهرباء لأن أولوياته تكمن في درء شبح الجوع عن أطفاله وتأمين كفاف يومهم.
أما سعاد فتقول: لقد عملت أنا وزوجي خلال أشهر الصيف في قطاف ورق العنب الفرنسي وفي معمل القبار وما جنيناه قمنا بادخاره لشراء الحطب كي نستطيع تأمين الدفء لأطفالنا في الشتاء.
من جانبها سوسن أكدت عدم توفر أي مادة من مواد التدفئة لديها على الرغم من وجود مدفأة تعمل على المازوت وأخرى على الغاز في منزلها ولكنهما للزينة فقط في حين أنها تشغل مدفأة تعمل على الكهرباء في موعد وصل الكهرباء فقط لا غير.

هنادي عيسى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار