الوحدة 9-12-2023
في بداية الشهر الأخير من السنة، جميع أدوات الحياة سوف تتفاعل، والبداية من قصص وصور الموز البلدي التي بدأت تظهر على شبكات التواصل الاجتماعي، وكذلك على عربات الباعة الجوالين، في وقت أخذت أسعار هذه الفاكهة تتنازل عن عرشها العاجي شيئاً فشيئاً ضمن أسواق المدينة، والّلافت في الأمر هو ظهور المُنتج المحلّي منه، تحديداً من طرطوس، وعلى الغالب هو ابن البيوت المحمية، أو لبناني النَسَب، وقد بدأت أسعاره تتهاوى لكن بشكل بطيء، فأخذت تظهر عليه أسعار ما دون ال ٢٠ ألف ل.س، ومؤخراً أصبح عدّاد تلك الفاكهة نزولاً عند ١٦ ألف ل.س، وهي أرقام حتى الآن لا تناسب (الجميع)، وبعض المتفرجين أكّدوا أنه من الصّعب شراء الموز حتى لو أصبح سعره كسعر التفاح (المخاصم حالياً) أي ما بين ٧ آلاف – ٨ آلاف ل.س، والرجوع عن هذه العتبات صعب التحقيق إلّا من خلال عصى سحرية تضرب عليه قليلاً، ليتم الشراء بالموزة الواحدة، فهذا الشهر يعتبر (جلّاد الجيوب) لأن جميع المواد في الشهر الأخير هي ذات مصدر فضائي نقلته مركبات تعمل محركاتها بالوقود الصلب، فتصل إلينا الّلحوم والحلويات والفاكهة وعلى متنها أرقام خيالية (باستثناء الحمضيات)، وكأن المواطن المبسوط صاحب ال (٢٠٠ ألف ليرة) لن يأكل إلا في هذا اليوم الأخير من السنة الكبيسة.. وعلى المقلب الآخر سيكون هناك ارتياح عائلي خاص عند ذوي الجيوب العريضة، وستكون المطاعم والترّاسات الشتوية جاهزة لاستقبالهم، كما أنهم نفسهم سينضمون لجوقة المحاربين في الساعة الأخيرة، عبر ميزانية خاصّة لتلك الغارات، حيث تُعتبر هذه الدقائق بمثابة الشهر ١٣، سيُلقون المتفجرات الصينية والألعاب النارية (فقط؟!) لأن في هذا اليوم الفريد كل التصرفات مُباحة، حتى الخمر والميسر وما تيسّر من أدوات الفرح، وكذلك الموز .. كل عام والجميع بخير.
سليمان حسين