الوحدة: 7-12-2023
هذا واقع أسواقنا والمواطن الفقير هو من تطحنه رحى الأسعار، والشماعة التي يعلق عليها كل عبء ارتفاع الأسعار عالمياً مع ارتفاع سعر الصرف، السؤال الذي يطرح لماذا لا تستقر الأسعار أو تنخفض مع حالات استقرار الصرف أو انخفاضه؟
الوحدة قامت بجولة في أسواق جبلة، وكان اللافت في الموضوع تفاوت أسعار المواد الغذائية والخضار من محل لآخر دون حسيب أو رقيب، وحتى هناك محلات لائحة الأسعار غائبة عنها.
حاولنا لقاء بعض أصحاب المحال التجارية لتسيلط الضوء على هذه الظاهرة لكن كان الرفض من قبلهم حسب رأيهم (هذا لن يغير من الواقع بشيء).
صاحب محل تجاري تحدث إلينا مع عدم ذكر اسمه فقال: نحن أيضاً ضحية ارتفاع الأسعار وهذا أثًر على حركة البيع والشراء عندنا فأصبحنا نبيع بالغرامات، وفرق الأسعار دمرنا، كل يوم سعر جديد وأحياناً كل ساعة بالتأكيد هناك شيء غريب وغير طبيعي فجأة ارتفعت الأسعار لأضعاف وتجار الجملة حيتان يأكلون الأخضر واليابس ويتحكمون بنا.
وأثناء تواجد الوحدة في السوق التقت بعض المواطنين، السيدة هدى أحمد قالت: كان الله في عوننا الحالة من سيئ لأسوأ وهناك مأكولات غادرت موائدنا منذ زمن، فاللحوم الحمراء والبيضاء أصبحت حلماً والسمك والفروج كل يوم يطير سعره ويحلق كأنه سباق رياضي، والبقوليات كالحمص والفول والعدس بأنواعه والبرغل التي كنا نعتمد عليها في طعامنا عوضاً عن اللحوم أصبحنا نشتريها بالقطارة وبالغرامات، هل يعقل كيلو الحمص وصل إلى (٢٣) ألف ل.س، والبرغل طعام الفقير أصبح للأمير (١٢) ألف ل.س، وكيلو الثوم يتجاوز (٤٥) ألف ل.س، واللافت لكل محل سعره الخاص به، والتموين غائب، وعندما تقول لصاحب المحل بأن جارك عنده أرخص لتكون العلل بالنوعية الموجودة، ونحن لم نعد نعلم ماذا نأكل ونطعم أولادنا فكيلو البطاطا تتجاوز (٧) آلاف ل.س، وهي مادة رئيسية في منازل الفقراء سابقاً، والآن أصبحت تزور منازلنا بالمناسبات فقط، والراتب في ظل هذه الظروف والأسعار لايكفي ليوم واحد.
السيدة إلهام يونس قالت: كيف أبدأ الحديث لا أعرف، عائلتي مؤلفة من خمسة أطفال وأنا وزوجي، وأنا غير موظفة أي نعيش جميعاً على هذا الراتب كيف نقسطه ونقسمه لا أعلم..؟! أنا في السوق لعلي أتمكن من تأمين وجبة الغداء لهذا اليوم ، الموجع في الأمر كل يوم سعر جديد وكل محل له سعره الخاص من خضار وفواكه وبقوليات حتى اللحوم بأنواعها غادرت منازلنا منذ زمن بعيد وعلى مايبدو حتى الخضار والبقوليات سارت على طريقها وأصبحت كالحلم بالنسبة لنا، وعن أي تموين نتحدث هم زادت ثرواتهم ونحن زاد فقرنا ، يعني لا أعلم ماذا أقول؟ البسطات وواجهات المحال هي من تتكلم وتوجز الوجع والأفكار.
لنا كلمة: هذا غيض من فيض ممن التقيناهم ولو تحدثنا إليهم لساعات طويلة لتكلموا، أحياناً الكلام يخفف الوجع الذي يحرق القلوب من الأسعار الجنونية التي تحلق وتطير ورقابة تموينية بالاسم موجودة!.
غانه عجيب