التفكير…هدفه خدمة الإنسان

الوحدة :6-12-2023

الفكر ينصب على خدمة الإنسان وتوسيع أفق إدراكه، وليس أذيته، التفكير قضية هامة أمام العقل الفردي والجمعي العربي وهو منظومة معرفية مشرعة الأبواب والنوافذ في رحلة الاكتشاف والتوليد والاشتقاق واستنطاق الأشياء الجامدة، وله أهمية كبيرة في حياة الإنسان فهو وسيلة حل المشكلات واتخاذ القرارات وكشف الحقيقة والتخطيط للمستقبل، وهو مجمل الأشكال والعمليات الذهنية التي يؤديها عقل الإنسان والذي يمكنه من نمذجة العالم الذي يعيش فيه والتعامل معه بفعالية أكبر لتحقيق أهدافه وخططه وغاياته.
التفكير نشاط قائم بذاته مثل الأنشطة الفردية الذاتية الأخرى يمنح القيمة الشخصية الإيجابية أو السلبية للأفراد من خلال أنواع الأفكار التي يحملونها، وهو الأكثر فائدة يساهم في تحصين الإنسان وإعادة إعماره وفي إنجاز العمليات المعرفية والتفكير والتحليل الصحيح في اتخاذ خيارات عقلانية وقرارات صائبة واستخدام المنطق السليم الذي يساعد الإنسان في حل المشكلات التي تعترضه من خلال توليد الحلول البديلة للمشكلة، وماهي نقاط القوة والضعف للوصول إلى الحقائق والوصول إلى أفضل الحلول.
الواقع منجم للأفكار لا يشيخ، التفكيرعالم مستمر يستولي على الكاتب في اليقظة والمنام والتلصص على تفاصيل الحياة الملونة بإيجابياتها وسلبياتها مصدر يغني مخيلة الكاتب، وهو في حالة تنصت وترقب دوماً للقاء مع الأفكار لإغنائها أو تفجيرها لتخرج من مكامنها وأوكارها، يحفر وينقب لاكتشاف مناطق مجهولة في أغوار الحياة واقتناص الأفكار القابعة في زاوية معتمة لجعلها وسيلة لوصف صعوبات الحياة ومؤرقاتها، وكلماته متخمة وانشغالات الحياة لإصدار الأحكام عليها واستخلاص العبر منها، واكتشاف لذة الحياة وجعل القارئ أكثر شغفاً بها.
عند خمول العقل يسود الإحباط الفكري والمعرفي وإيقاظ الوعي الأسود وينتشر الجهل والانقياد الأعمى للفكر الغيبي والانجرار نحو الأعمال السلبية الضارة بالمجتمع، التفكير الرديء كالشجرة المريضة لا تأتي إلا بثمر رديء، وساوس غامضة وأفكار عفنة وتهويمات لا معنى لها تحاول تسميم العقول وتعكير صفو الحياة، وهو شعور طبيعي يصعب التغلب عليه يؤدي إلى الإحباط وعدم تحفيز الذات ووقف تحصيل المعلومات وإنتاج الأفكار المفيدة ويؤدي إلى السلبية في الحياة وفي التعامل والتواصل مع الآخرين وعدم تفهمه رغباتهم واحتياجاتهم، بل يفكر في وجهه نظره فقط.
هناك من يصنع الأفكار وهناك من يخضع لها، التفكير السلبي ينتج ظهوراً مسرجة للرضوخ والركوب دوماً…
علينا دائماً التعويل على الفكر النير للخروج من الكهوف المعتمة التي تنام العقول والشعوب العربية فيها، والخروج من حالة الاستعصاء الحضاري التي تتخبط فيها.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار