الوحدة :6-12-2023
على غير عادة أهالي طرطوس المحبين للفرح والأعياد .. تأخرت مظاهر الاحتفال والبهجة لقرب أعياد الميلاد ورأس السنة، في ظل غلاء فاحش طال كل أنواع الطعام والشراب وكل أنواع الحلويات والمكسرات والطبابة، انتهاء بالألبسة والأحذية وألعاب الأطفال الرديئة منها والجيدة ليفوق أخيراً سعر شجرة الميلاد الكبيرة الثلاثة ملايين ليرة وسط ضعف الرواتب والأجور وانخفاض قيمة الليرة والمئة ألف ليرة والتي لم تعد تشتري فروجاً!!
وحيث أن احتفالات رأس السنة باتت طقساً سنوياً للجميع يزرع الجمال والبهجة في قلوب الأطفال والكبار ، ومع قيام العديد من الروضات والمدارس الخاصة بالتحضير للاحتفال وتوزيع الهدايا ، مع ما يترتب على ذلك من مبالغ أصبحت طائلة في هذه الأيام، يقول أحد أصحاب محلات ألعاب الأطفال بطرطوس إن هذا الشهر يعتبر موسماً سنوياً لمحلات الألعاب، ومع ذلك فالإقبال ليس قوياً على الشراء وهو في حدوده الدنيا، ناهيك عن أغلب الألعاب الموجودة حالياً هي من أردأ أنواع البلاستيك والجودة، وذلك بعد توقف استيراد الألعاب الصينية وتضاعف ثمنها.
بدوره أحد محال الألعاب الشهيرة في المحافظة قام بتقليص قسم الألعاب بمحله واستبدله بألبسة أطفال، فيما وصل سعر اللعبة (الماركة) بأحد المحلات لمليون ونصف ليرة !!
وبجولة سريعة على الأسواق بطرطوس لوحظ تحليق أسعار الأشجار والزينة، حيث تراوح سعر الشجرة بين ١٥ ألف ليرة (للشبر) وصولاً لأربعة ملايين ليرة حسب نوعيتها وحجمها وكثافتها، مما حدا بالعديد من الأسر لإلغاء معظم طقوس الأعياد المعتادة والاكتفاء بحبل إضاءة إن تيسر، أو بالبحث عن شجرة سرو طبيعية لتزيينها بزينة تضاعف ثمنها لأضعاف مضاعفة تبدأ من ٢٠ وحتى ١٠٠ ألف ليرة،
وباستطلاع آراء الناس وأحوالهم، اشتكت السيد رحاب من الغلاء الذي فاق كل الحدود وتقول استغنينا من أشهر عن شرب القهوة التي تجاوز سعر الكيلو منها ال٤٠ا ألف ل.س، وذلك عدا الشوكولا والمكسرات التي باتت حلماً نشتهيه، وتضيف أنها تعيش قلقاً يومياً هي وزوجها الموظف مع الدعاء كل يوم حتى لا ينام أبناؤهم جياعاً، فزيت الزيتون بات يشترى بالقنينة والفروج والبيض أصبحاً حلماً والأسعار تتزايد بشكل يومي ولا قدرة لضبطها، وكل يوم يأتي يبدو أصعب مما سبقه، أما رب الأسرة ناجي فيقول أن زوجته ستحاول صنع ما تيسر من الحلويات البسيطة في المنزل، وذلك حين تأتي الكهرباء حيث لا إمكانية لشراء الغاز الحر والجرة لا تكفيهم أكثر من ١٨ يوماً، بدوره أبو مازن أشار أنه ينتظر وصول الحوالة المالية من أخيه المغترب ممتناً له لأنه يسعفه بما تيسر رغم ضيق أحواله في الخارج أيضاً، من جهتها فادية أخبرتنا أنها تتحمل كل شيء إلا البرد متمنية ألا يكون قارساً هذا الشتاء لأنه لن يكون بإمكانهم شراء مازوت التدفئة دون نسيان أن تحمد الله لعدم وجود مريض في منزلهم، مشيرة إلى أن كل شيء أهون من المرض وعجز التداوي في ظل هذا الحال.
من جهتنا نقول أن جميع من التقيناهم كانوا من فئة الموظفين والعمال والمتقاعدين، في حين أجمعت الطبقة العاملة بكاملها خلال انعقاد الهيئات العامة للجانهم النقابية بطرطوس على مطلب ضرورة تحسين الرواتب والأجور لأن التعب والجوع دق أبوابهم جميعاً دون استثناء.
رنا الحمدان