“من بين الركام تزهر الحياة”.. مهرجان يعيد الأمل إلى سلمى

الوحدة – نجود سقور

تحت عنوان “من بين الركام تزهر الحياة” انطلق اليوم مهرجان الأمل في بلدة سلمى، برعاية محافظ اللاذقية محمد عثمان، وبالتعاون مع مديرية سياحة اللاذقية وبجهود محلية كبيرة من إدارة منطقة الحفة والمجتمع المحلي، تمثل هذه الخطوة تعبيراً صادقاً عن الإرادة القوية لأهالي البلدة في إعادة الحياة وصناعة الأمل من جديد، رغم التحديات التي فرضتها الأزمات السابقة.
وأوضح مدير سياحة اللاذقية فادي نظام “للوحدة”، أن المعرض يحمل رمزية خاصة كونه يقام في مدينة سياحية مثل سلمى، التي كانت من المناطق المتضررة، لكنها اليوم تُبعث من بين الركام لتستعيد مكانتها كوجهة سياحية هامة، مضيفاً أن “سلمى التي كانت تُعرف بعدد سكانها القليل تستعيد اليوم نبض الحياة وتُثبت للعالم أن الإرادة والتعاون المجتمعي يمكن أن ينعشا أي مكان”.
كما أشار نظام إلى أن المهرجان، الذي شهد مشاركة أكثر من 35 مشتركاً من مختلف الفعاليات المحلية، يتضمن عرضاً للمنتجات الريفية والأعمال الفنية والحرف اليدوية، بالإضافة إلى المشاريع المتناهية الصغر، موضحاً أن “هذا الحدث يهدف إلى دعم هذه المشاريع الصغيرة، وإبراز الحرف اليدوية التقليدية، وتسليط الضوء على منتجات المرأة الريفية”، مؤكداً أهمية المهرجان في دعم الاقتصاد المحلي وتحفيز المجتمع على المشاركة الفعّالة في تنمية المنطقة.
وتطرق نظام إلى أهمية المهرجان في تعزيز الصورة السياحية لمدينة سلمى، التي تشهد حالياً جهوداً لإعادة تأهيل بنيتها التحتية والمرافق السياحية المتضررة، مضيفاً نحن بصدد إعادة دراسة الخارطة السياحية الاستثمارية في المنطقة بالتعاون مع رئيس البلدية وإدارة المنطقة، بهدف وضع فرص استثمارية جديدة يمكن أن تسهم في تعزيز القطاع السياحي المحلي.
وفي سياق هذه الجهود، تطرّق نظام إلى خطة طموحة لتطوير مسار سياحي يربط بين سلمى وبلدة صلنفة، يشمل معالم سياحية طبيعية شهيرة مثل شلالات حزيرين وكهف العدرا، مؤكداً على أهمية إعادة تأهيل مصيف سلمى ليعود إلى مكانته كوجهة سياحية رئيسية، مشيراً إلى أنه سيتم العمل على تطوير هذا المسار والتعميم لدى مكاتب السياحة بما يعزز سياحة المغامرات والأنشطة الشبابية، مثل التخييم.
وفي إطار الجهود الرامية إلى تحسين البنية التحتية السياحية، أشار نظام إلى الحاجة الملحة لإنشاء استراحات طرقية على طريق “حلب – اللاذقية” وفي مفرق “سلمى – كفرية”، لتلبية احتياجات السياح وتوفير أماكن راحة مناسبة على الطريق.
وفي ختام المهرجان، شهدت الفعاليات أيضاً مجموعة من الأنشطة الترفيهية للأطفال، حيث تم توزيع الهدايا والألعاب، ما أضاف أجواء من الفرح والمرح في المنطقة.
يظل “من بين الركام تزهر الحياة” أكثر من مجرد مهرجان، بل هو رسالة قوية من أهالي سلمى بأن الأمل لا يموت، وأن الإرادة تخلق الحياة، مهما كانت الظروف.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار