الوحدة – بثينة منى
عُقد في العاصمة السعودية الرياض اليوم “اجتماع الطاولة المستديرة السوري السعودي”، ضمن فعاليات الدورة التاسعة لمبادرة مستقبل الاستثمار (FII)، حضر الاجتماع وفد اقتصادي سوري رفيع المستوى ضم كلاً من وزير الاقتصاد والصناعة نضال الشعار، ووزير المالية محمد يسر برنية، ووزير الطاقة محمد البشير، ووزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل، ومدير هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي، إلى جانب ممثلي القطاعين الحكومي والخاص من البلدين.
وركزت النقاشات على سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين سوريا والمملكة العربية السعودية في عدة قطاعات حيوية، أبرزها: الزراعة، الصناعة، الطاقة، والاتصالات، كما تطرق الاجتماع إلى دور الحكومة السورية في مرحلة ما بعد التحرير وضرورة تحسين بيئة الاستثمار ودعم التحول الرقمي لفتح آفاق جديدة للشراكة.
من جانبه، أكد وزير الاقتصاد والصناعة نضال الشعار على أهمية تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، مشيراً إلى أن “سوريا الجديدة” تعمل على توفير كافة التسهيلات التشريعية والاستثمارية اللازمة لجذب الاستثمارات، وخاصة من المستثمرين السعوديين، بما يسهم في تحقيق تنمية مستدامة ونمو مشترك للبلدين.
بدوره أعرب وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح عن حرص المملكة على أن تكون شريكاً فاعلاً في المستقبل الاقتصادي والتنموي لسوريا، مبيناً أن توقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين يشكل “خطوة تاريخية” توفر إطاراً قانونياً متكاملاً يضمن الحماية والمعاملة العادلة للمستثمرين، ويؤسس لبيئة استثمارية مستقرة وجاذبة.
كما كشف الفالح عن إحراز تقدم ملموس في مشروع تفعيل التحويلات المصرفية المباشرة بين البلدين، وذلك نتيجة للجهود المشتركة بين وزارة الاستثمار والبنك المركزي السعودي ومصرف سوريا المركزي، بهدف تسهيل حركة رؤوس الأموال ودعم الأنشطة التجارية والاستثمارية.
ولفت الفالح إلى أن وزارة الاستثمار تعمل على دعم التمويل الاستثماري من خلال تمكين إنشاء عدد من الصناديق الاستثمارية في قطاعات متنوعة، لتكون منصات فعالة لتمويل المشاريع النوعية المشتركة، وجسوراً راسخة لنقل استثمارات المنطقة والعالم إلى سوريا.
وشهد الاجتماع عقد جلسة حوارية رئيسية ناقشت سبل تحسين المناخ الاستثماري وتمكين المشاريع المشتركة، إلى جانب جلسات قطاعية متخصصة في مجالات الطاقة، الصناعة، الاتصالات، الزراعة، والمالية، كما تضمنت الفعالية لقاءات ثنائية متوازية بين الوزراء السوريين وممثلي كبرى الشركات والمستثمرين السعوديين، بهدف تأكيد الالتزامات الاستثمارية وتعزيز الشراكات المباشرة.
يذكر أن اجتماع الطاولة المستديرة يأتي ضمن فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) في نسختها التاسعة، التي تستضيفها الرياض في الفترة من 27 إلى 30 من تشرين الأول الجاري، بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة ونحو 8000 مشارك من حول العالم، بينهم 40 وزيراً و600 متحدث يمثلون حكومات وشركات كبرى وصناديق استثمارية عالمية.

