الوحدة – سليمان حسين
للوهلة الأولى عند الدخول إلى حي الرمل الجنوبي، يبدو للمشاهد أن الكثير من الأمور قد تغيرت وأخذت طريقها إلى الوضع السليم، فقد ارتدت طرقاته القميص الزفتي المناسب بعد غياب وإهمال طويل، وأصبح الرمل الجنوبي بهيئة جميلة، وحياً كامل المواصفات، كخاصرة جنوبية مهمة لمدينة اللاذقية.
جالت صحيفة الوحدة في معظم شوارع حي الرمل الجنوبي، وكانت البداية من ساحة السمك، حيث أكد الباعة وجود ارتياح واسع بسبب أعمال الصيانة التي تجري في ذلك المكان، شملت رصف الأرضيات بشكل لائق، وتقسيمها إلى مربعات تفصلها قنوات للصرف المائي.
كذلك شملت صيانة الأسقف وتدعيمها بالحديد الصناعي، ومن الجانب التسويقي، تُعد ساحة السمك أحد أهم أسواق السمك في اللاذقية، وتتميز بتشكيلة واسعة من أنواع السمك، وبأسعار تنافسية على مجمل الأنواع.
وعلى الواجهة البحرية، حيث يشرف الرمل الجنوبي على جزء مهم من الشاطئ، يتم تقديم الخدمات للمتنزهات البحرية العائلية بما يناسب احتياجات السائحين القادمين إلى المدينة، كما تقوم البلدية بتنظيف الشاطئ من النفايات بشكل دوري، وتوعية الأهالي بعدم رمي النفايات والحفاظ على نظافة الشاطئ.
أما بخصوص واقع الكهرباء، فتم صيانة البنية التحتية من شبكات كهربائية، وتجديد قدرات المحولات داخل الحي نظراً للطلب المتزايد على الكهرباء، بالتزامن مع تغيير الكثير من الخطوط.
والأكثر أهمية، وبالنظر إلى الواقع الاجتماعي، يُعد السوق الرئيسي في الرمل من أهم المناطق، حيث يشكّل حالة ازدحام متواصل نظراً للتوافد المتزايد على مدار اليوم.
ويُعتبر هذا السوق من أكثر الأسواق الشعبية ازدحاماً، حيث يضم تشكيلة واسعة من جميع المواد الغذائية، التي تشمل اللحوم بأنواعها، وكذلك الفاكهة والخضراوات بجميع أنواعها، وجميع هذه المواد تتمتع بأسعار تنافسية مقارنة بالأسواق الأخرى، حيث تم رصد سعر الكيلو الواحد من البندورة بـ 5000 ل.س، مقابل نحو 8000 ل.س داخل الأسواق الأخرى خارج الحي، كما أن أسعار الفروج وأجزائه تنخفض عن مثيلاتها بنحو 3000 ل.س، وهذا ينطبق على الكثير من المواد والخضراوات.
وهنا تُطرح أسئلة كثيرة حول هذا الوضع داخل الرمل الجنوبي من ناحية الأسعار، علماً أن المصادر الرئيسية واحدة، وأسعارها موحدة، لكن يبدو أن تجار الرمل مقتنعون بأرباح بسيطة، أي أنهم وجدانياً أقرب إلى المستهلكين والأحوال التي يعيشونها.




