في مقابلة مع ” الإخبارية”.. وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني يرسم خارطة طريق الدبلوماسية السورية

الوحدة- ريم جبيلي
أكد وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني أن التحول الذي نراه في الدبلوماسية السورية هو نقطة تحول أساسية في تمثيل سوريا بشكل لائق وطبيعي، وأن الدولة السورية تعمل على معالجة آثار الدبلوماسية للنظام البائد التي اعتمدت على الدبلوماسية الابتزازية، وأنها استطاعت تحويل الدبلوماسية السورية إلى دبلوماسية منفتحة على الحوار والتعاون، وجاء ذلك في مقابلة خاصة لوزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني مع قناة الإخبارية.
وأضاف الوزير الشيباني: “نحن كحكومة لم تأتِ من القصور بل من رحم الثورة والمعاناة، ووزارة الخارجية هي المعبر الأبرز عن الحالة السورية، وهي ركن أساسي في إعادة الإعمار والخط الدفاعي الأول عن المصالح الوطنية، والمعنية بإيصال الصوت السوري إلى كل مكان”، منوهاً أن ما تفعله الدبلوماسية السورية أقل الواجب تجاه أهلنا في الداخل والخارج، وتحركاتها تأتي في وقتها الطبيعي حيث جنبت بلدنا أي محاولة للاستقطاب.
وأوضح الوزير الشيباني أن الدولة السورية تنطلق اليوم من خلال الدبلوماسية لمعالجة العقوبات الاقتصادية التي ما زلنا نعاني من بعضها وتؤثر على التنمية الاقتصادية، وأنها تبني علاقات جيدة مع الدول التي تستضيف السوريين لتحسين التعامل معهم، مشيراً إلى أنه من خلال الدبلوماسية استطاعت الدولة السورية أن تنقل سوريا الجديدة من دولة كانت تحت الحرب إلى دولة تتطلع إلى المستقبل بأقدام ثابتة، والجهد الذي تم بذله خلال مرحلة الحرب يجب أن يبذل أضعافه في مرحلة السلام.
وعن العقبات التي واجهت الدولة السورية خلال الفترة الماضية، أشار الوزير الشيباني إلى أن ثمة عقبات واجهتهم خلال العمل الدبلوماسي، متمثلة بالإرث السابق للنظام البائد الذي شوه صورة الشعب السوري، لكن تمكنت الدولة السورية من تجاوز تلك العقبات وأعادت سوريا إلى العديد من المنظمات الأوروبية والدولية.
وتابع الوزير الشيباني: “لم نضع سوريا في معسكر أو محور معين ولم نعادِ أحداً، وتكلمنا مع الجميع وقلنا إننا نريد دبلوماسية متوازنة قدر الإمكان، وأصبحنا في هذه اللحظة نخطط للدبلوماسية السورية أكثر مما نستجيب لها لوضع سوريا على الخارطة الدولية”.
وعن أصداء مشاركة السيد الرئيس أحمد الشرع في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد الوزير الشيباني أن مشاركة السيد الرئيس أحمد الشرع حظيت باهتمام دولي كبير، وخطابه اختصر الحكاية السورية، وأن مشاركة سوريا كانت إيجابية وضرورية ليسمع العالم رؤية الحكومة السورية الجديدة، وأضاف الشيباني: “استطعنا إيصال رسالة في الأمم المتحدة أن الشعب السوري يريد إعادة إعمار بلده، وأن تكون سوريا نموذجاً مشرقاً”.
وفيما يخص الملف السوري- اللبناني والعلاقات القائمة بين البلدين، أشار الوزير الشيباني إلى أن النظام البائد شوه صورة سوريا والسوريين في لبنان، واليوم تحاول الدولة السورية تصحيح هذه السياسة، بالإضافة إلى حل ملف الموقوفين السوريين في لبنان ولاسيما الموقوفين هناك بتهم سياسية تحت ضغط النظام البائد.
وفي ملف العلاقة مع روسيا، بيّن الوزير الشيباني أن التعامل مع روسيا كان فيه تدرج ولم تحصل أي اتفاقيات جديدة، والاتفاقيات بين روسيا والنظام السابق معلقة، ولا نقبل بها، مشيراً إلى أن كل تحركات الدولة السورية الدبلوماسية هادئة ومخطط لها ولا يوجد فيها أي تنازل عن حقوق السوريين.
وتابع الوزير الشيباني: “العلاقة مع روسيا والصين وأوروبا نحصل عليها من خلال مكانة سوريا، ويجب أن نسخرها لمصلحة الشعب السوري”.
وأشاد الوزير الشيباني بالعلاقة مع الصين، مؤكداً أن سوريا الجديدة أعادت تصحيح العلاقة مع الصين التي كانت تقف سياسياً إلى جانب النظام البائد وتستخدم “الفيتو” لصالحه، وفي بداية الشهر القادم ستكون هناك أول زيارة رسمية لبكين.
وبالعودة إلى ملف الشأن الداخلي، أشار وزير الخارجية والمغتربين إلى أن ملف السويداء جرح سوري، وما حدث لم تختره الحكومة السورية، مضيفاً: “شركاؤنا وافقوا على خارطة الطريق التي قدمتها الحكومة السورية، وهناك لجنة تقصي الحقائق، وتقدمنا في هذا الملف واستعدنا الحس الوطني”، داعياً النخب ومشايخ العقل وكل حريص في السويداء إلى العمل لتجاوز هذه المشكلة، مبيناً أن الحكومة السورية تتعامل مع هذا الملف من منطلق وطني، وأنه مشكلة داخلية، ولكن عندما تم تدويل هذا الملف كان لخدمة أجندات خارجية محددة.
وعن العلاقة مع “قسد”، أوضح الوزير الشيباني أن الحكومة السورية نجحت في إقناع الدول التي تهتم بملف “قسد” بأن الحل الوحيد له هو اتفاق العاشر من آذار، لأن عدم وجود قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الدولة يعمق الشرخ بينهم وبين الدولة السورية، لذلك فإن الشراكة يجب أن تتم بأسرع وقت ممكن، وأن هناك فرصة تاريخية لمنطقة شمال وشرق سوريا أن تكون جزءاً فاعلاً في هذه المرحلة.
وفي السياق نفسه، تابع وزير الخارجية والمغتربين في مقابلته مع الإخبارية أن “عدم التوصل إلى اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية يعرقل مصالح المدنيين وعودة المهجّرين إلى مناطقهم، وأن فخامة الرئيس أحمد الشرع حريص على أن تكون قوات سوريا الديمقراطية جزءاً أساسياً من مستقبل سوريا”، منوهاً أن الدولة السورية ترفض أي شكل من أشكال التقسيم أو الفيدرالية وهذا لا يحتاج إلى نقاش أو تفاوض.
وفيما يتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية، أكد وزير الخارجية والمغتربين أن إسرائيل أرادت فرض واقع جديد ومشروع توسعي، مستغلة التغيير الذي حصل في سوريا، وأن ممارسات الجانب الإسرائيلي تعزّز عدم الاستقرار في سوريا.
وختم الوزير الشيباني مقابلته مع الإخبارية بالتأكيد على أن الدبلوماسية السورية استطاعت جلب استثمارات إلى سوريا لكنها تحتاج إلى وقت، مشيداً بارتفاع سقف توقعات السوريين من الحكومة، والذي يُعبّر عن ثقتهم بها ويدفعنا أن نعمل بشكل أكبر، منوهاً بأن الواقع المعيشي سيتحسن بشكل أفضل وسيرى السوريون هذا التحسن.
وتوجه الوزير الشيباني بالشكر الكبير للشعب السوري على هذه الثقة التي منحهم إياها واعداً إياه بالعمل الدؤوب والكثير من الإنجازات.

وزير الخارجية والمغتربين في مقابلة مع “الإخبارية”
تصفح المزيد..
آخر الأخبار