الوحدة- وداد إبراهيم
نجحت فرق الإطفاء بإحكام السيطرة على 80% من مواقع الحرائق التي اندلعت في ريف اللاذقية منذ خمسة أيام، وعملت بإصرار وإرادة وعزيمة لا تلين لحماية الحياة والغابات وفق الإمكانات المتاحة، في ظل التحديات المتمثلة بسرعة الرياح واشتدادها وتقلبها، ووعورة التضاريس مع عدم وجود خطوط نار باتساع مناسب يسمح بسهولة الحركة لرجال الإطفاء والٱليات لمنع توسع وانتشار الحريق، بالإضافة إلى انفجار مخلفات الحرب.
في ظل هذا الواقع الميداني المأساوي عملت فرق الدفاع المدني السوري ببسالة وفق خطة طوارئ لحماية الأرواح والممتلكات والغابات لمواجهة الكارثة، وأي كارثة من هذا النوع يتم التعامل معها بروح المسؤولية سينجم عنها خسائر بشرية ومادية.
في هذا الصدد، صرح مدير مديرية الطوارئ وإدارة الكوارث باللاذقية عبد الكافي كيال لصحيفة الوحدة قائلاً: تقدر المناطق التي اشتعلت فيها النيران بعشرين، والمساحة التي خسرناها في الحرائق تجاوزت 6000 هكتار، وهناك 14 هكتاراً تم حمايتها بالكامل.
وحول الخسائر بالأرواح لفت كيال إلى أن فرق الإطفاء كانت حريصة على حماية الأهالي وتأمين السلامة لهم في القرى التي اندلعت فيها الحرائق ولم تشهد خسائر بشرية، وتم إخلاء ست عوائل من قرية برج القصب لحمايتهم .
أما بالنسبة لرجال الإطفاء أشار كيال إلى وجود خمسين فريق إطفاء يعمل على الأرض لمكافحة الحرائق الحراجية الضخمة والبؤر التي انتشرت على مساحات واسعة، وأثناء أداء الواجب تعرض رجلا الإطفاء علاء جاورو وعلي سلهب للإصابة بحروق بليغة بسبب التفاف النار عليهما بسبب اشتداد الرياح وتم إسعافهما إلى المشفى، لكن للأسف استشهدا متأثرين بإصابتهما، الشهيد علاء جناورو من قرية عين غزال بجبل التركمان، والشهيد علي سلهب من قرية سيانو بريف جبلة، كما تعرض عدد من رجال الإطفاء لحالات اختناق وضيق تنفس وتم علاجهم ميدانياً واستعادوا عافيتهم وسلامتهم، وعادوا للعمل بعزيمة وإرادة أقوى.
وفيما يخص الخسائر بالآليات والمعدات كشف كيال عن احتراق ملحقين للتزود بالمياه بعد أن حاصرت النيران فرق الدفاع المدني أثناء إخماد الحرائق في قرية غمام، إضافة إلى احتراق سيارة إطفاء في منطقة السكرية، لتخرح ثلاث آليات بالكامل من الخدمة، وخلال العمل بظروف صعبة لا بد من هدر بعض المواد والمعدات الأخرى.
من جانب آخر قامت دائرة الإنذار المبكر والتأهب في الوزارة بنشر تنبيه للسكان، وخصوصاً الأطفال وكبار السن لأخذ الحيطة والحذر مع وصول سحابة الدخان يوم الإثنين 22 أيلول إلى مدينة اللاذقية نتيجة الرياح الشرقية والشمالية الشرقية.


