مبادرة قرية الشحن الجوي في سوريا.. نحو اقتصاد مستدام ومتكامل

الوحدة – رنا ياسين غانم

في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى إحياء الدور الإقليمي والدولي لسوريا في كل من قطاع النقل وقطاع التجارة انطلقت مبادرة “قرية الشحن الجوي” التي تهدف إلى تحويل سوريا إلى مركز لوجستي إقليمي ومحطة استراتيجية على خريطة التجارة والنقل الجوي العالمي، عبر تطوير بنية تحتية حديثة وتحفيز الاستثمار في قطاع الطيران والشحن الجوي.

وينتج عن هذه المبادرة عدة فوائد رئيسية منها اقتصادية وتنموية كتحفيز التجارة الخارجية وجذب الاستثمارات، أيضاً خلق فرص عمل، وفوائد تنموية كتطوير البنية التحتية وإنشاء مناطق صناعية وحرة، كذلك فوائد لوجستية تتمثل في تسريع عمليات التخليص والنقل، ودعم التجارة الإلكترونية، أما فيما يتعلق بالفوائد الدولية فتتمثل بإعادة سوريا إلى خريطة الشحن الجوي العالمية وتعزيز التعاون الدولي من خلال جذب شركات شحن عالمية وتحقيق شراكات استراتيجية.

الملاحة الجوية والأمن الجوي

بفضل موقع سوريا الجغرافي المميز كونها نقطة التقاء بين قاراتي آسيا وأوروبا، مما يمنحها ميزة استراتيجية في قطاع الملاحة الجوية، وحرصاً على استعادة مكانتها، ستعمل الدولة على تأمين المجال الجوي الوطني ورفع معايير السلامة مما يساهم في جذب شركات الاستثمار.

كما سيتم العمل على تطوير الناقل الوطني في سوريا من خلال تحديث الأسطول بإعادة تأهيل قطاع الطيران المدني وصيانة وتحديث الطائرات الحالية، مع التوسع التدريجي في عدد الطائرات لتلبية الطلب المحلي والدولي، ايضاً بتطوير الكوادر البشرية من خلال تنفيذ برامج تدريبية شاملة لإعادة تأهيل الطيارين والكوادر الفنية.

ويمكن تطوير النقل الوطني بدعم شركات الطيران الوطنية الخاصة، وتشجيع إنشاء شركات طيران منخفضة التكلفة لتعزيز المنافسة وتقديم خدمات بأسعار مناسبة، وخفض أسعار التذاكر، بالإضافة إلى الاستدامة في قطاع الطيران من خلال اعتماد التقنيات الحديثة في إدارة المطارات والخدمات الأرضية واستخدام الوقود البديل للحد من الانبعاثات وتعزيز كفاءة الطاقة.

تمثل مبادرة “قرية الشحن الجوي” حجر الأساس لمستقبل اقتصادي مزدهر لسوريا، حيث تجمع بين التحول الرقمي، التحديث الشامل لقطاع النقل الجوي، وتعزيز التكامل بين القطاعات التنموية، إنها دعوة لإعادة تموضع سوريا كمحور إقليمي مؤثر في التجارة والربط الجوي العالمي.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار