على طــــــــريق إعــــادة الإعمـــــار «16».. هل يعيد التحريج الاصطناعي لغاباتنا لونها الأخضر ويعوضها ما خربه الإنسان؟
العــــــــــــــدد 9363
الثلاثـــــــاء 11 حزيران 2019
التحريج الاصطناعي تعريفاً هو إقامة وتأسيس غابات بفعل الإنسان من خلال نثر بذور الأشجار الحراجية أو زراعة الغراس أو العقل في الأرض الدائمة، ويقولون ما من إنسان يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة وللاطلاع على واقع الحراج والتحريج الاصطناعي حدثنا المهندس باسم دوبا رئيس مديرية الحراج في اللاذقية..
ماذا نزرع ولماذا؟
تعود جذور التشجير والتحريج إلى أكثر من ألفي عام بدءاً بزراعة أشجار الزيتون والكرمة في حوض المتوسط قبل 25 سنة من الميلاد وتعدّ الصين من أشهر دول العالم في مجال التحريج الاصطناعي حيث بلغت المساحة المحرجة لديها حتى عام ( 2008 ) حوالي 5 ملايين هكتار. وهناك عدة أسئلة يجب التفكير بها والإجابة عنها عند إجراء هذه العملية أهمها ماذا تزرع, لماذا تزرع, أين تزرع, كيف تزرع, متى تزرع؟
فماذا تزرع تتطلب إلماماً جيداً بالأنواع الحراجية، فوائد النوع، خصائصه،
ولماذا تزرع وما الأهداف؟ هل من أجل الخشب أم الورق أم للحصول على سيللوز، أخشاب نشر، مصدات رياح، وقائي، إنتاجي، وأين تزرع, تستدعي مراعاة متطلبات كل نوع حسب خصائص الموقع وكيف تزرع، هل بحفر كبيرة، سطحية، بلدوزر، تقنيات الزراعة حسب النوع والموقع، ومتى تزرع تستوجب مراعاة النوع، والمنطقة سريعة أم بطيئة النمو.
مبررات التحريج الاصطناعي
تزداد الحاجة إلى عمليات التحريج الاصطناعي في الكثير من مناطق العالم وبالأخص في البلدان التي تعاني من نقص كبير في مساحة الغابات كما هو الحال في معظم دول المنطقة العربية وحتى المناطق التي تأخذ فيها الغابات مساحة كبيرة، فالحاجة تزداد إلى استخدام عمليات التحريج الاصطناعي وذلك لعدة أسباب أهمها:
* عدم ملائمة النوع أو أنواع الغابة الحالية للغرض أو الهدف الاقتصادي أو لخصائص المواقع البيئية مما يتطلب استبدال في الأنواع أو إغناء لتركيبها
* قد تكون أنواع مناسبة للموقع لكن مصدر الأشجار وصفاتها النباتية لا تلبي الغرض الاقتصادي.
* وضع الأشجار وحالة التربة لا تسمج بنجاح عملية التجدد الطبيعي هناك أشجار معمرة يقل فيها إنتاج البذور الحيوية وبالتالي استحالة نجاح عملية التجدد الطبيعي والقيام بالتجدد الاصطناعي.
* الإثمار الدوري لبعض الأنواع الحراجية قد يتأخر ولا يصل في الوقت المناسب.
* ضمان الكثافة المطلوبة عن طريق التجدد الاصطناعي للغابة حيث يصعب التحكم بالكثافة في حال التجدد الطبيعي.
* استبعاد طريق التجدد الطبيعي للأنواع الحراجية التي تكثر وتقام غاباتها عن طريق العقل كما هو الحال في هجن الحور الأسود وكذلك الأبيض الرومي والأسود الحموي.
* فشل التجدد الطبيعي في المواقع المستثمرة أو المحروقة يتطلب التدخل اصطناعياً لإجراء عملية تجدد الغابة وبالتالي تلافي ضياع الوقت وعدم استغلال الموقع.
* عملية التجدد الاصطناعي للغابة عملية سهلة لا تحتاج إلى خبرة عالية كما هو الحال في التجدد الطبيعي لكنها مكلفة.
إيجابيات التجديد الاصطناعي للغابات
وتكمن هذه الإيجابيات في مساهمته بـ:
* التجدد السريع المضمون للمساحة المستثمرة المقطوعة.
* تجديد الغابة غير مرتبط بسنوات التبذير.
* استخدام مسافات زراع منتظمة بما يتناسب مع خصائص الأنواع واستخدام الآلة في عمليات الخدمة والتنمية.
* إن تحضير وتجهيز التربة قبل الزراعة يوفر ظروف بيئة جيدة للغراس بعد الزراعة وخاصة عند إدخال أصناف أو أنواع حراجية محسنة أو الزراعة في مناطق نصف جافة وجافة.
* تنفيذ وإجراء عمليات استثمار وقطع أجزاء من الغابة يشكل أكثر مردودية وأقل تكلفه نظراً لعدم ربط عملية الاستثمار (الاستغلال ) بالتجدد الطبيعي.
* لا تحتاج إلى خبرة عالية بالمقارنة مع التجدد الطبيعي.
أما السلبيات فتكمن في زيادة تكلفة تجدد الغابة بالمقارنة مع التجدد الطبيعي وفقدان وغياب حماية الأشجار الكبيرة العالية للغراس.
شروط التحريج الناجح
ولإنجاح عملية التحريج يجب الإلمام ومعرفة الآتي:
* خصائص الموقع البيئة الطبوغرافية – المناخية.
* الكيمياء الزراعية وما يتعلق بها من مخصصات – مبيدات
* موعد نضج البذور وجمعها وإنتاج الغراس.
* الإلمام الجيد بتكنولوجيا وتقنيات التحريج والزراعة.
* البيئة النباتية الحراجية وما يتعلق بها من معرفة متطلبات الأنواع.
أنواع وأهداف
أما أنواع وأشكال التحريج والتشجير (حسب الهدف):
* تشجير إنتاجي الهدف الأساسي اقتصادي (خشب – ومنتجات غير خشبية).
* تشجير وقائي، الهدف الأساسي حماية المنحدرات, تشجير مناطق رملية، ترب مالحة، مصدات رياح، حماية مزروعات.
* متعدد الأغراض: تنمية الحياة البرية، السياحة، الاستجمام، البحث العلمي.
أما أهداف ومجالات التحريج الاصطناعي فتكمن في:
إنتاج أخشاب صناعية متنوعة مثل أخشاب التشجير, أخشاب مدورة،
أعمدة الهاتف، الإنشاءات، موبيليا.
فعند وضع خطط التحريج من أجل إنتاج الأخشاب ومواد أخرى يجب مراعاة الآتي:
* تلبية حاجة البلد من الأخشاب المختلفة، صيانة التربة والمياه وحماية المزروعات والحيوانات البرية, تحديد المواقع التي تخصص للتحريج ورسم الخراط المحددة لها إجراء دراسات بيئة شاملة لهذا الموقع.
* استفادة الدول في مجال التحريج وبالأخص التي تتشابه من ناحية البيئة.
* تشجيع الصناعات الخشبية التي تعتمد على الفضلات في التصنيع.
* إنتاج خشب الوقيد والتدفئة، زراعة أنواع سريعة النمو وذات سعرات حرارية عالية حسب البيئة (قاسية، طرية، مرغوبه بالصناعة وبالتدفئة).
* إعداد كوادر وفنيين في مجال التحريج.
* إنتاج مواد دباغية
* إنتاج مواد عازلة للحرارة والصوت (الفلين، السنديان الفليني).
* إنتاج زيوت نباتية للغذاء والصناعة.
* إنتاج علف للحيوانات (رغل، أكاسيا)، أزهار رحيقية لإنتاج العسل روبنيياً (زيزفون، خرنوب).
* إنتاج ثمار الفطريات، قيمة غذائية عالية.
غابات اللاذقية
نقسم حراج وغابات القطر إلى الكتل التالية جغرافياً وبيئياً:
غابات وحراج المنطقة الساحلية وهي:
* غابات الباير والبسيط التي تعد النواة الغابية الرئيسية في سورية والتي يسود فيها نوعان رئيسيان من الأشجار صنوبر بروتي، سنديان شبه عذري، وقد دمرت الحرائق القسم الأعظم من هذه الكتلة البالغ مساحتها 45 ألف هكتار.
* غابات وحراج منطقة صلنفة وما يجاورها والتي تصل مساحتها إلى حوالي 20 ألف هكتار والتي يسود فيها الشوح والأرز وبقايا تجمعات السنديان البلوطي وشبه العذري.
* حراج القسم الجنوبي لسلسة الجبال الساحلية وهي الأكثر تدهوراً.
أما عن التوجه الحالي لدور الغابات أكثر بكثير من إنتاج الأخشاب الصناعية أو خشب الوقيد ويلخص هذا الدور بالآتي:
* الإسهام في إدارة الموارد المائية العذبة واستخدامها على نحو مستدام.
* الإسهام في امتصاص وتخزين غازات الدفينة وبالأخص غاز ثاني أوكسيد الكربون وبالتالي التخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري وتبريد جو الأرض.
إلى جانب الإسهام في تأمين فرص عمل وتوفير الغذاء والتخفيف من الفقر على الرغم من نشاط الإنسان المبكر في زراعة الأشجار وأعمال التخريج بقيت المساحات المحرجة اصطناعيا محدودة حتى مطلع القرن العشرين حيث زادت مشاريع التحريج بشكل موسع في أوروبا، أميركا الشمالية ومن هم خارج نطاق هذه الأماكن في النصف الثاني من القرن الماضي بسورية أول احتفال بعيد الشجرة عام 1952.
عواطف الكعدي