29-1-2019
العدد: 9280
هموم وشجون وصلتنا من بعض طلاب وطالبات السكن في المدينة الجامعية في جامعة تشرين حول وجود فائض بعدد الطلاب بالغرف، ونقص الأسرة المخصصة لكل غرفة إضافة إلى معاناتهم في نقص كميات المياه، وهذا يخلق لهم مشاكل إضافة إلى أعطال صحية هم أنفسهم نسوا أو تناسوا الإبلاغ عنها حتى تفاقمت المشكلة.
هذه الشكاوى وغيرها حملناها بكل أمانة وقصدنا مكتب مدير المدينة الجامعية المسؤول عنها وأفرغنا سلتنا في مكتبه الدكتور حبيب محمود فقال:
تضم المدينة الجامعية (23) وحدة سكنية موزعة (7) وحدات للذكور و(14) للإناث بالإضافة إلى الوحدة (13) خاصة بطلاب الدراسات العليا والوحدة (19) يشغلها طلاب المركز الوطني للمتميزين حالياً، عدد الطلاب الحالي في الوحدات (16500) طالب وطالبة والطاقة التخصصية بالأساس بين (10500-11000) طالب وطالبة نضيف عليهم نسبة (50%) زيادة لتسهيل أمور الطلاب وتخفيف العبء المادي والمعنوي عنهم وعن أهلهم وهناك قاعات المطالعة مفتوحة على مدار (24) ساعة وتتسع كل قاعة (300) طالب أو طالبة.
الوحدات السكنية قسم كبير منها مضى على وجودها (30) عاماً، وبحكم قدمها أجريت لها صيانات كثيرة، وبالنسبة للأعطال التي تحصل وبشكل يومي نقوم بإصلاحها بناء على إبلاغنا بذلك من قبل الطلاب، وإن لم يفعلوا فنعتمد على متابعة المشرفين على الوحدات، هناك بعض الأعطال التي يمكن أن تؤجل لعدة أيام فقط وهي أعطال غير ضرورية وتأجيلها ليس مشكلة، حتى نتمكن من تأمين مستلزمات الإصلاح إذا لم تكن متوفرة في مستودعاتنا، ولكن الأعطال الصحية (لا يمكن أن نؤجل أي عطل مهما كان) ونقوم بإصلاحه مجرد إعلامنا بوجوده، وعندنا عامل مناوب ليلاً لتفادي أي عطل يحدث ليلاً، وقد كلفت المشرفين بالقيام بجولات على الغرف بسبب تقصير الطلاب القيام بذلك بحجة ليس لديهم وقت للإبلاغ عن أي عطل، وسبب التأخير في إصلاح الأعطال هو التستر من قبل الطلاب وعدم إبلاغنا به، وهناك تعميم من العام الماضي بكل وحدة سكنية أي عطل يسجل عند المشرف من قبل أي طالب ويمضي عليه يومان ولم يصلح عليه أن يراجعني مباشرة لاتخاذ الإجراءات المناسبة بخصوص المقصرين.
وإذا حدث أي خلل بسبب تأخير الطالب بتسجيل العطل، وأحياناً ريثما يتم توفير مستلزمات الإصلاح من المستودع المركزي، وإذا كانت غير موجودة فإن لجنة الشراء تقوم بتوفيرها.
وحدات قديمة
هناك وحدات قديمة، وأثاثها قديم، الجهات المعنية في الجامعة وقّعت عقداً منذ ستة أشهر مع مؤسسة الإسكان العسكرية لتزويدنا بأسرّة وخزن وطاولات، وحتى الآن لم ينفذ، أملنا في الوقت القريب جداً بتوريدها، المسؤولية عن الأعطال (90%) للطلاب، ونسبة 10% بسبب الشح في المواد هذا بالإضافة إلى عامل أساسي وهو نقص اليد العاملة الموجودة في قسم الصيانة، ومع هذا نحاول جاهدين أن نتدارك ذلك عند الضرورة، لا يوجد عندنا حالياً سوى 4 عمال صيانة، وهذا لا يكفي بالنسبة لعدد الوحدات الموجودة، وطبعاً الدوام صباحي ومسائي لتفادي أي مشكلة، والمشكلة التي نعاني منها أيضاً هي نقص مادة الغاز، مما يضطر الطلاب لاستخدام الكهرباء وهذا يشكل ضغطاً كبيراً على محولات الكهرباء الخاصة بالوحدات بسبب السخانات المستخدمة، ونحن في حيرة من أمرنا إذا ضغطنا على الطلاب وسحبنا السخانات لا يستطيعون طهي طعامهم، منذ مدة قصيرة شبّ حريق في إحدى غرف السكن بسبب سخانة كهربائية لأحد الطلاب تركها مشتعلة وغرق في النوم، فقرر السيد رئيس الجامعة إلزام الطلاب استخدامها فقط من أجل تحضير الطعام للسيطرة على موضوع الأمان، فهم أبناؤنا، ويهمنا أن نؤمّن لهم جميع طلباتهم، طالبنا منذ مدة لإنشاء وحدات سكنية جديدة تمت الموافقة على إنشاء وحدة تُبنى من الموارد الذاتية، بنيت وحدة سابقاً ومجهزة بشكل كامل، ولكن بسبب وجود طلاب المركز الوطني للمتميزين فيها لم نستطع الاستفادة منها.
لا تقنين كهرباء ونقص بالمياه
الكهرباء في المدينة الجامعية لا يوجد فيها تقنين نهائياً، وهي على مدار الساعة متواجدة إلا في حالة الأعطال، وقليل ما يتم قطعها عن مكان العطل ومباشرة تقوم الورشة المسؤولة بالإصلاح.
ويتابع الدكتور حديثه أما المياه فهي فعلاً عندنا ضغط فيها الاستهلاك والكمية المتوفرة غير كافية يومياً، حاجة الاستهلاك في الجامعة (3500) متر مكعب والكمية التي تصل إلى الجامعة (2000) متر مكعب، هناك محاولات قدر الإمكان لضخ كميات كبيرة من المياه ولكن هذه الفترة بحكم حاجتنا لتشغيل مجموعات التدفئة زادت الحاجة لاستهلاك المياه بسبب ضغطنا مجموعات التدفئة وهي بحاجة لكميات كبيرة من المياه، بعد مطالبات وعمرها (4) سنوات لإيجاد بديل أو رديف لمصدر المياه الذي يغذي حسب رأي رئيس الدائرة الهندسية تم الحصول على موافقة لحفر آبار بالجامعة ومنذ عام حصلنا على موافقة من شركة الدراسات المائية وتابعنا بالتعاون مع نائب دائرة البحث العلمي في الجامعة ونحن بانتظار التنفيذ وجاءت لجنة من دمشق أجرت دراسة وحددت الموقع.
وأضاف الدكتور: باب مكتبي مفتوح لأي طالب لديه أي شكوى وبحاجة مساعدة المشكلة الحقيقية التي تعيق عملنا هو نقص الكادر العمالي في قسم الصيانة الصحية.
مشرفة مسؤولة عن إحدى الوحدات السكنية تمنّت عدم ذكر اسمها قالت: تضم الوحدة السكنية 128 غرفة ما بين مطابخ وملاحق، وعدد الطالبات بين 750-800 هذا العام الضغط أخف من السنوات الماضية، كان يوجد في كل غرفة 6-7 طالبات، أما هذا العام غالبية الغرف أربع طالبات، وقليل جداً منها خمس طالبات، بشكل عام نتعامل مع البنات كأخوات لنا، وأي مشكلة تحدث في أي غرفة نقوم بحلها بطريقة تريح الطالبات، وإذا استعصيت وصعب حلها نحولها إلى مكتب نائب المدير وهذه حالات نادرة جداً، ولكي نخفف من جو الشحن والمشاكل بالغرف نضع الأصدقاء مع بعض.
عندنا عقوبات بالملاحقة والمتابعة نتبعها تفادياً لأي مشكلة، تتدرج العقوبات: تنبيه مرتين، وبعدها إنذار، ثم غرامات مالية.
في غرف الطالبات التقينا بعضهن في غرفهن فكانت شكواهن من نقص المياه ونقص الأسرّة، ولفت انتباهنا في إحدى الغرف منظر المجلى المائل وأحد أحواضه ممتلئ بالمياه وواضح أنه بحاجة لإصلاح فسألت الطالبة هل بلغت عن هذا العطل فجاوبتني ليس لدي وقت، نحن في فترة امتحان، وإذا بلغت ستأتي ورشات الصيانة لإصلاحه وهذا يحتاج إلى وقت وبذلك تتأثر دراستنا، في بداية العام كان نفس العطل بلغّنا عنه وتمّ إصلاحه ولكن الآن عادت نفس المشكلة.
وبعض الطالبات شكونَ العدد الزائد في الغرف وخصوصاً هي بالأساس صغيرة هذا بالإضافة إلى شكواهن من المصعد المعطل منذ ما يقارب العام في وحدتهن وعند سؤالنا المعنيين بذلك لإصلاحه وإصلاح غيره من المصاعد المعطلة، قالوا إن اللجنة المختصة تبحث عن تأمين القطع بأي طريقة لإصلاحه.
في وحدة التقينا المشرفة المسؤولة عنها السيدة أم يزن والتي أعطتني فكرة عن الوحدة، وهي تضم مكتب إشراف يتواجد فيه المسؤولون عن رعاية أمور الوحدة بالإضافة لقاعة استقبال زوار الطالبات من أهاليهن منعاً لدخولهم الغرف حفاظاً على راحتهن، بالإضافة لقاعة المطالعة لمن ترغب من الطالبات بالدراسة فيها بحثاً عن الهدوء، القاعة مجهزة بكل ما يلزم لذلك، وأثناء دخولنا إلى القاعة وجدت بعض الطالبات تدرس وجميعهن أبدين شكرهن من الخدمات المتوفرة لهن.
وبالعودة إلى مشرفة الوحدة تابعت حديثها: طالبات الوحدة هن أسرتي الثانية وأنا على تواصل دائم معهن حتى خارج أوقات الدوام وأنا في منزلي وأغلب الأيام في ساعات المساء أعود إلى الوحدة وأتفقدها إذا كنَ بحاجة أي شيء.
غانه عجيب