هكذا قالوا…!

العدد: 9362

10-6-2019

 

الحياة لها مساران متناقضان والإنسان له الحرية في سلوك أيُّ منها، فهذا يسير حسب أهوائه ورغباته وذاك حسب ما يمليه عليه ضميره وأخلاقه، فالرغبات لا يمكن إشباعها وكلما تغذت زاد صلفها، وكلما تغذى الضمير ازداد صحواً وبالمحصلة الخطان يوصلان إلى نهاية المسار فإما شقاء وإما نعيم، فأي كانت وجهة السير لا تخلو من مشقة ومخاطر لكن هناك دوراً للعقل في رسم المسار، إما خالٍ من الشرور والآثام وإما الغرق في وحولها.
فالخالق عز وجلّ لم يطلب من مخلوقاته شيئاً وخلق لهم كل شيء جميل وحسن لينعموا به، وألا يخربوا بل عليهم أن يكونوا بنّائين، وبذلك كل مسافر في هذه الحياة يعلم ما هو حصاده.
فالحياة فيها غمرة من الغمرات والمعارف لهذا فحياة المرء وليدة أفكاره وعاطفته التي تداعب روحه وجسده، عليه أن يصلي لتكون حياته طويلة مغمورة بالمتعة والفرح عندما يعبر موانئ حياته، ولهذا عليه أن يستقي العلم من مناهله، ويحفظ أفكاره في الذهن لأن بلوغها وتحقيقها هو الهدف المنشود.
وعندما كان أنيشتاين يلقى محاضرته كان السؤال الوحيد الذي يوجهه طلابه له هو (هل تؤمن بالله) فكان جوابه: أؤمن بإله سبينوزا ومن قرأ سبيونزا يفهم، هذا الذي لم يترك كتاباً مقدساً أو فلسفياً إلا وقرأه، فكان يقول: إن تكلم الله قال للإنسان أريدك أن تتمتع بالحياة، وما قمت به لأجلك وتتوقف عن اتهامي بفقرك، فأنا لا أعاقب لأني لا أغضب إني الحب الخالص، لقد منحتك الإرادة وملأت قلبك بالانفعالات والرغبات والأحاسيس فكيف أعاقبك وأنت على الحال الذي جعلتك عليه، بل أريدك أن تنتبه لحياتك، وأن تكون إرادتك الحرة هي الموجه، فلقد وضع فيك ما هو خيرك فأنت من يخلق في حياتك جنة أو جحيماً.
وسبينوزا هذا هو أكبر فلاسفة القرن السابع عشر.
شلالات من الأفكار الفلسفية العميقة دارت وتدور حول الإنسان والمصير الذي يصنعه لنفسه.

نديم طالب ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار