العدد:9280
الثلاثاء 29 – 1 – 2019
ذكرت في زاوية سابقة، أن أكثر ما أساء ويسيء لمنتجاتنا الوطنية بكرة القدم بكل فئاتها العمرية ويودي بها إلى الفشل هو التخطيط غير السليم من قبل القائمين على كرتنا وعدم تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب ( وهم أصلاً غير أهل لهذه المهمة) بما يخدم مصلحة الكرة السورية وتطويرها على المستوى المنظور وغير المنظور.
الخيبة الأخيرة لمنتخبنا الوطني بكرة القدم في نهائيات كأس آسيا بالإمارات وخروجه المذل من الدور الأول بالمركز الأخير في مجموعته لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل استمرار النهج الحالي المستمر منذ عقود مضت والذي أساسه سيطرة الأقوى على مفاصل القرار الرياضي وليس الأجدر، وتبعاً لذلك نلاحظ غياب دائم وشبه تام للقامات الرياضية الكبيرة في بلدنا بالإكراه تطبيقاً لرغبة من يملكون القرار وهم معظمهم لا يفقهون شيئاً عن كيفية تطوير الرياضة لأنهم بالأساس ليسوا من أهلها وإنما الدعم والمال هو من أوصلهم إلى هذه المناصب.
الفشل الرياضي في كل بلدان العالم يقابله الاعتذار والتنحي، لكن في بلدنا يعني التعنت والتمسك بالمنصب مع وعود خلبية بتغيير الواقع نحو الأفضل وهي اسطوانة نسمعها منذ الأزل لكل اتحاد رياضي فاشل، بل أن الأسوأ من كل ذلك هو أنه رغم الاعتراف بالفشل لكن يخرج علينا أصحاب القرار بفرمان ( لا يدخل في ميزان ولا قبان) وما قرار رئيس اتحاد الكرة الحالي فادي دباس بتعيين العميد فاروق بوظو رئيس للجنة تطوير المنتخبات الوطنية إلا تجسيداً لهذه الحالة من التخبط والتخطيط غير السليم، فمن يرد أن يطور في عمله وعمل المؤسسات لا يأتي بأشخاص بلغوا من العمر عتياً ويوكل لهم هذه المهمة فالأجدر أن يتم تعيين أشخاص من أهل الاختصاص وبعمر يسمح لهم بالتحرك لبدء إعادة هيكلة ما تم تدميره منذ عقود.
هي خطوة ظنها السيد دباس أنها هروب للأمام بعد المطالبات الكبيرة من الشريحة العظمى للرياضيين وجمهور الرياضة باستقالته، لكنه لايعرف أنها خطوة للوراء تمعن أكثر في النهج الذي نحاربه ويحاربه الجميع، وهو أيضاً لن يسكت هذه المطالبات حتى وأن أرفق ذلك بتخليه عن كل مناصبه.
الكرة السورية تحتضر وجميعنا نشهد على ذلك، وسيأتي يوم سنحاسب على سكوتنا وبالأخص هؤلاء الذين باستطاعتهم أن يغيروا ولكنهم آثروا صمتاً مريباً.
عفاف علي