حين يصير العيد غولاً

العدد: 9362

10-6-2019

 

وسط غلاء غاب عن وجهه الحياء، وبلاء يوزّع هداياه المفخخة على كل من اختار البقاء، يتسلل العيد كغول يستعرض أنيابه الحادة أمام الجيوب المتعبة، قبل أن يفترس ما تبقى فيها.
أحلام الصغار باحتضان ثيابهم الجديدة ليلة العيد تم اغتيالها في ظروف واضحة،
أقراص (السيوا والمعمول والكرابيج)، غيّبها الغلاء
بات العيد همّاً، يقرع الأبواب كمتسول خجول يستجدي كسرة فرح من الوجوه المتعبة.
مراجيح الأطفال تئنّ، تفتقد صخب الصغار وضحكاتهم، وحدها المقابر تستقبل زوّارها برسم دخول رمزي، أعواد ريحان، قليل من الدموع على من هم تحت التراب، وكثير منها على من هم فوق التراب وخلف البحار.
يأتي العيد هذا العام مسلوب الفرح، وتبقى أمانينا حبيسة وراء قضبان الحرب بعيدٍ قادم يوقظ فينا ما تبقى من أمل.
أرواحنا ظمأى لابتسامة نقابل بها وجوه أطفالنا الواجمة ووجه الوطن المنكوب،
ما تزال شفاهنا المحنّطة تحتفظ بأنقاض ابتسامة يتيمة من الزمن الماضي، نواجه بها فرحة الأطفال الموءودة.
العيد الحقيقي ذاك الذي تترقبه عيوننا وأرواحنا، يوم تموت الحرب وينتصر الحب ويعم السلام.
كل الوفاء للذين غابوا لكي نبقى، ويبقى للعيد ولو أثر.

مؤتمن حداد 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار