أقام المركز الثقافي الإيراني في اللاذقية فعالية خاصة بالذكرى الأربعين لإعلان يوم القدس العالمي، و الذكرى الثلاثين لرحيل الإمام الخميني. و كانت بداية الاحتفالية كلمة للسيد حسين الحسيني .
و بعد ترحيبه بالسيدات و السادة الحضور أكد السيد الحسيني أن الإمام الخميني قدس سره كان رمزاً للإخلاص والصلابة و الوقوف بحزم ضد المستكبرين و ضد جميع قوى الشر . ابتداءً من وقوفه بكل صلابة امام استبداد نظام الشاه البائد، و أمام المؤامرات والتهديدات الأمريكيَّة، و أمام الحرب الظالمة التي فرضها نظام صدام حسين على إيران و التي استمرت ثمانية سنوات .
و نوَّه بالإنجازات الكبيرة التي حققها الإمام الخميني والتي من أبرزها الإعلان عن يوم القدس العالمي، الذي يعدُّ دليلاً قاطعاً على ارتباط الثورة بقضية القدس العادلة، و الذي أدى إلى الحفاظ على القضية الفلسطينية و إلى حمايتها من النسيان و الضياع .
و لفت الحسيني إلى أن العنوان الأساسي ليوم القدس العالمي لهذا العام هو مواجهة صفقة القرن التي ترتبط بقوَّة بالعديد من الأحداث القاسية و الأزمات العنيفة التي تجتاح المنطقة في سورية و إيران و العراق و في غيرها من الدول .
و في معرض حديثه أشار الأستاذ الحسيني إلى أن دعم المقاومة واجب، و ذلك من أجل استمرار التصدي و المواجهة لجميع مؤامرات الأعداء و صفقاتهم ، مشيراً إلى أن ذلك لن يتم إلا بالتعاون مع الأشقاء في سورية و في دول محور المقاومة و مع جميع الأحرار في شتى دول العالم.
و في ختام كلمته لفت أ. الحسيني إلى أن القلوب و الأرواح معلَّقة بأولى القبلتين، و ثالث الحرمين الشريفين، و بأرض الإسراء و المعراج، وأكد بأنه لا يوجد شك أبداً بأنها ستعود لأصحابها الحقيقيين .
ثم تحدث السيد أيمن زيتون، مدير مجمع الرسول الأعظم ( ص ) في اللاذقية والذي استهلَّ كلمته بالحديث عن اجتماع ثلاث مناسبات في هذه الأيام المباركة ، و هذه المناسبات هي : ذكرى يوم القدس العالمي و ذكرى رحيل الإمام الخميني و ذكرى رحيل القائد المؤسس حافظ الأسد ( رحمه الله )، و أشار إلى الدور الرئيسي لهذين القائدين العظيمين في تأسيس محور المقاومة، هذا المحور الذي دعم المقاومة في فلسطين ولبنان و تمكن من إبقاء قضية فلسطين و القدس حيةً رغم ما تتعرض له هذه القضية من محاولات لمحوها و القضاء عليها نهائياً .
و أكد السيد زيتون على أن في منطقتنا محورين؛ المحور الأول هو محور المقاومة المؤمن بعدم التنازل عن المقدسات والذي يزداد قوةً يوماً بعد يوم . و المحور الآخر هو المحور الذي تمثله السعودية وأتباعها الذين وقَّعوا منذ اللحظة الأولى على أوراق التنازل عن فلسطين وعن جميع المقدسات .
و لفت السيد زيتون إلى أن جميع القادة الفلسطينيين اعترفوا بأنه لولا الصواريخ الإيرانية و التقنية الإيرانية لما استطاع الفلسطينيون الصمود في مواجهة العدو الصهيوني ، هذا بالإضافة إلى دعم عوائل الشهداء و دفع رواتب المجاهدين .
و أشار السيد زيتون إلى مقولة السيد حسن نصر الله التي قال فيها : ( لو لم يصنعوا هذا ( الربيع العربي ) لكانت إسرائيل زائلة من الوجود ) موضحاً بأن إسرائيل ستزول حتماً مهما طال الزمن .
ثم تحدث الدكتور خلدون القسام – الباحث في القانون الجنائي وابتدأ كلمته بالإشارة إلى أن الإمام الخميني هو الذي وجَّه لنا البوصلة و هدانا إلى الطريق الصحيح عندما حدد لنا المحورين المتواجدين في منطقتنا؛ محور الولايات المتحدة و إسرائيل و أتباعهما، و محور المواجهة والمقاومة – أي محور الشيطان و محور الإيمان .
و نوَّه الدكتور القسام إلى أن الجميع كانوا يعتقدون أن أمريكا هي وسيط عادل و نزيه في موضوع حل القضية الفلسطينية، و لكن الإمام الخميني أكدَ انحياز أمريكا الواضح للكيان الصهيوني و كشفَ الوجه الحقيقي القبيح لأمريكا التي ارتكبت أفظع الجرائم في تاريخ البشرية في مختلف أنحاء العالم .
و لفت الدكتور القسام إلى التآمر الكبير من قبل دول الخليج ضد القضية الفلسطينية، و أحد أشكال هذا التآمر هو ما تقوم به هذه الدول من شراء للأراضي و العقارات الفلسطينية و ثم بعد ذلك تقوم ببيعها لليهود ، مشيراً إلى تعجبه من قيام دولة مثل فنزويلا بالاحتفال بيوم القدس العالمي؛ في الوقت الذي نشاهد فيه القادة الخليجيين في مكة المكرمة يرقصون و يضعون قلائد الذهب على أعناق الرؤساء الأمريكيين .
و بيَّن الدكتور القسام في نهاية كلمته إلى أن القدس هي قضية كل من يريد العدالة و أنه يجب علينا أن نحرر أنفسنا كي نستطيع تحرير القدس و أن نركز على بناء الإنسان .
و كان ختام الكلمات مع السيد خالد حيدر ، مدير المركز الثقافي العربي في بانياس:
الذي أكد على أن الإمام الخميني قد جعل من قضية القدس قضية القضايا لأنها تمثل الصراع بين الحق و الباطل بين القيم الانسانية الرفيعة والسامية و بين الاستكبار و الطمع و الاستعمار و الجشع و الوحشية .
و نوَّه أ. حيدر إلى أن إعلان يوم عالمي للقدس بعد أسابيع قليلة من انتصار الثورة الإسلامية في إيران يعني أن هذه الثورة و قيادتها تفصح صراحة و بكل شجاعة عن إرادة الانحياز التام لصالح قضية فلسطين و شعبها، و تساءل أ. حيدر كيف كان سيكون العالم و المنطقة بدون الثورة الإسلامية أو بدون الجمهورية الاسلامية الايرانية ؟
و عرض أ. حيدر بعضاً من أقوال الامام الخميني (قدس سره) في القدس و منها قول سماحته : “يوم القدس يوم عالمي، ليس فقط يوماً خاصاً بالقدس، إنه يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين” .
و لفت أ. حيدر إلى أنه في الوقت الذي تبذل فيه إيران كل ما في وسعها من من أجل القدس و فلسطين و من أجل الإنسان في مختلف أنحاء العالم ؛ فإننا نشاهد في المقابل دولاً من المفترض أن تكون قضية القدس و فلسطين من أولى أولوياتها نراها و بكل وقاحة تهرول صوب الخيانة للقدس و صوب المشاريع التصفوية لإنهاء القدس و فلسطين و آخرها ( وصمة القرن ).
و بيَّن أ. حيدر في ختام كلمته أن إيران أقامت جبهة متماسكة و صلبة مع سورية و قدمت تضحيات بلا حدود دفاعاً عن سورية و عن فلسطين وعن القدس فأصبحت علاقة الأخوة التي تجمع بين السوريين و الإيرانيين هي أخوة الدم و أخوة التراب .
رواد حسن