الوحدة:22-10-2023
كنا تناولنا موضوعاً على صفحات جريدتنا بتاريخ (١٨/ ١٠/ ٢٠٢٣) تحت عنوان: (لا أريد رؤية أحد.. الأوضاع الاقتصادية وتأثيرها على الأسرة والمجتمع)، والذي استقينا فيه حالات عدة من الواقع أوضحنا من خلالها التأثير السلبي لغلاء المعيشة على العلاقات الاجتماعية، وبالتالي غياب كثير من الأعراف والعادات القيمة التي تميزت بها مجتمعاتنا الشرقية.
ولمتابعة الموضوع مع ذوي الاختصاص التقت الوحدة الأستاذة في جامعة تشرين / قسم علم الاجتماع / د. رندة إسماعيل حيث أوضحت قائلة: إن موضوع تأثير الأوضاع الاقتصادية على العلاقات الاجتماعية موضوع مهم جداً، مشيرة إلى أهم النقاط التي تترك فيها الظروف الاقتصادية تأثيراتها على المجتمع ككل منها:
– تغييرات في التفاعل الاجتماعي إذ ينخرط الأفراد والجماعات بشكل أكبر في القلق بشأن الأمور المادية، مما يؤدي إلى تقليل الوقت والجهد المخصص للتفاعل الاجتماعي، وهذا بدوره يؤثر سلبٱ على العلاقات الاجتماعية.
– تأثير على العلاقات الشخصية:
حيث تؤدي الضغوطات الاقتصادية إلى زيادة حدة الصراعات والتوترات في العلاقات الشخصية مما يجعل الفرد أقل هدوءاً وصبراً في التعامل مع الآخرين.
– تأثير على العادات والتقاليد:
نتيجة انشغال الأفراد بالمسائل المادية.
– تأثير على الضيافة والتواصل الاجتماعي: حيث يتردد الأفراد في دعوة الآخرين أو زيارتهم بسبب مخاوف من التكاليف الاقتصادية.
وتؤكد د. رندة إسماعيل أنه في بعض الأحيان عندما تتفاقم الأوضاع الاقتصادية يمكن أن نلحظ في بعض الجوانب تجمع الأفراد، إذ يتم التعاون فيما بينهم لتخطيها والتغلب عليها، وبالتالي لا يمكن الجزم بأن الأوضاع الاقتصادية السيئة ستؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية، مشيرة إلى أهمية البرامج والخطط التي يمكن اتباعها لتجاوز الأزمات الاقتصادية، وبالتالي الحفاظ على الروابط الأسرية والمجتمعية كتشكيل شبكات دعم اجتماعي يمكن من خلالها للأصدقاء والأسر وأفراد المجتمع المحلي أن يتّحدوا لتقديم الدعم المعنوي والمادي لبعضهم البعض، أو تكوين تعاونيات لشراء السلع بالجملة وبأسعار أقل، هذا الأمر بدوره يخفف تكاليف المعيشة كذلك يساعد تبادل المعرفة والمهارات بين الأفراد بتقديم الدعم المتبادل فيما بينهم أو تنظيم فعاليات اقتصادية اجتماعية مثال (أسواق المزارعين أو التبادلات الاقتصادية المحلية) وهذه الفعاليات تساهم في تعزيز التواصل الاجتماعي بين الأفراد وتوفير فرص للبيع والشراء بأسعار معقولة.
كما نوهت د. إسماعيل إلى أهمية البرامج التوعوية حول كيفية إدارة الميزانية والاستفادة القصوى من الموارد المتاحة والمشاركة في الأعمال المجتمعية والمحلية التطوعية وتشكيل جمعيات خيرية ومؤسسات إنسانية لدعم الأفراد والأسر المتضررة من الأوضاع الاقتصادية وإطلاق مشروعات تجارية صغيرة مشتركة أو مبادرات اجتماعية، وهذا ليس فقط يساعد في تقديم الدعم لأولئك الذين يحتاجونه بل يعزز التواصل والتضامن في المجتمع ككل وبالتالي مواجهة التحديات الاقتصادية.
جراح عدره